فن وثقافة

تيزنيت.. أثر الأعراف في التعايش واستتباب الأمن والتسامح بين أطياف المجتمع

انكب ثلة من الباحثين وعلماء الشريعة أمس الأحد، على إبراز أثر اعتبار الأعراف في حصول التعايش والتسامح واستتباب الأمن، وذلك خلال الندوة العلمية التي احتضنها مقر المدرسة العلمية إكضي بمدينة تيزنيت، والتي تناولت موضوع “الأعراف بالمجتمع السوسي : قضايا وأحكام”.
وأفاد بلاغ للجهة المنظمة أن هذه الندوة ،وهي الثالثة من نوعها، تندرج ضمن سلسلة الندوات المبرمجة في إطار البرنامج العلمي الذي بلورته الرابطة المحمدية للعلماء بمعية مدرسة إكضي بتزنيت، حيث خصصت هذه الندوة لـ”إظهار محورية هذا الأصل من أصول المذهب المالكي في الاجتهاد والتنزيل، وكذا لإحياء ما اندرس من هذا الأصل البديع، وإبراز قيمه الروحية والمعنوية”.
وحسب المصدر نفسه، فقد تميزت أشغال هذا اللقاء بالمحاضرة التأطيرية التي ألقاها في افتتاح الندوة الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الدكتور أحمد عبادي، والتي تناول فيها القضايا الشرعية والأحكام العملية للأعراف في الإسلام، حيث أوضح الأسس العلمية للأعراف في الإسلام، انطلاقا من القرآن الكريم والسنة النبوية، وكذا أعمال الصحابة والتابعين، والأئمة العدول المعتبرين .
وبين المحاضر الأسس العملية والتنزيلية لدليل العرف، وعلاقته بالمقاصد، والقواعد، والفتاوى، باعتباره أحد أهم الأدلة المعتمدة في المذهب المالكي، والتي جرى بها العمل في مختلف المدارس الفقهية المالكية، ولاسيما المدرسة المالكية المغربية.
ومن جانبه ، دعا الشيخ عبد الله الرايس، عن المدرسة العلمية إكضي، عضو المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء، إلى إطلاق مشروع علمي يتمثل في موسوعة شاملة للأعراف السوسية ، من خلال الاشتغال على توثيق هذه الأعراف ودراستها، وتحقيق المخطوط منها، ونشره على أوسع نطاق.
وقد انصب النقاش في هذه الندوة، التي التأمت في ثلاث جلسات علمية، حول تغيير الأحكام بتغير الأعراف والعادات والأعمال، وجوانب من التسامح الديني في الأعراف السوسية، والأعراف من خلال النوازل الفقهية السوسية.
وسعى المشاركون في الندوة إلى الإجابة على عدد من الأسئلة والإشكاليات العلمية، مع إظهار خصوصيات ومحورية دليل العرف وأثر اعتباره في حصول التعايش، واستتباب الأمن، والتسامح بين أطياف المجتمع. كما حاولوا إظهار امتدادات الأعراف وارتباطها بمجالات العبادات، والمعاملات، والمظاهر الاجتماعية، والقضاء، والفتيا، والتصوف، والعوائد، وغيرها من المجالات الحيوية في المجتمع.
وخلصت الندوة إلى ضرورة التكامل المعرفي من أجل إظهار حيوية الأعراف في تحقيق أمن وسلم المجتمعات، مما يحتم مزيدا من الاشتغال لتقريب مقاصد هذا الدليل التنزيلي من أدلة المذهب المالكي، واستثمار العلوم الإنسانية في إظهار هذه المقاصد من قبيل علم النفس، وعلم الاجتماع، والتاريخ، والانتروبولوجيا.
للإشارة، فقد حضر أشغال هذه الندوة ،على الخصوص ، أعضاء من المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية للعلماء ، ورؤساء وأعضاء بعض المجالس العلمية المحلية ، وعلماء وطلبة المدرسة العلمية إكضي، وأساتذة جامعيون من جامعة ابن زهر ـ أكادير، وبعض الجامعات المغربية، بالإضافة إلى طلبة المدارس العتيقة بسوس.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock