مجتمعمستجدات

رهانات القمار.. مصير مجهول يقود بعض المدمنين إلى الهاوية

رسالة 24 – روبورتاج / حميد الكمالي//

مع الانتشار الكاسح لمحلات اليانصيب ورهانات القمار الرياضية بمختلف المناطق والأحياء الشعبية بالدار البيضاء، أضحى حلم تحقيق الفوز بحصة مالية كبيرا يطارد شريحة واسعة من الشباب، وهو ما أسفر عنه دخول غالبية هؤلاء في دوامة، وانعكس سلبا على سير حياتهم العادية، فمنهم من بلغ درجة الإسراف في اللعب جراء تفاعله الزائد مع الإغراءات التي تقدمها شركات اليانصيب مقابل تحقيق أرباح مالية خيالية، كما منهم من أدى به لعب القمار الرياضي إلى الحضيض وجعله يخسر كل ما يملك.
“الكوطوسبورت” وحلم تحقيق الغنى
ويحكي رشيد، أحد مدمني لعب القمار والرهان على مقابلات كرة القدم، أنه منذ لعبه لأول ورقة كانت نتيجتها إيجابية، حقق من خلالها مكسبا ماليا لابأس به، زاد ميوله للعب أكثر فأكثر من أجل تحقيق مكاسب أكثر، وجعله يفرط في مكسبه الحلال الذي كان يحققه نتيجة تجارته في سوق للخضر، حيث كانت آخر مرة ذهب فيها إلى السوق، قاربت السنة.
وأضاف رشيد في تصريحه ل”رسالة 24″، أنه ليست لديه أي رغبة في تصحيح الوضع والإقلاع عن القمار والرهان، لأنه، وعلى حد تعبيره، يفتح له آفاقا كبيرة في تحقيق مكسب مالي كبير بشكل يومي، عكس ما يحقق من مكاسب في تجارته للخضر والفواكه.
اليناصيب والإدمان على الرهان 
من جانبه، كشف حسن، وهو موظف بالقطاع العمومي، أنه أصبح عاجزا على مقاومة نفسه في مواجهة الإغراءات المالية التي تقدمها شركات اليناصيب عن كل مقابلة، حيث أصبح مع كل يوم يلعب التخمينات التي يضعها، ممنيا نفسه، بتحقيق مكاسب مالية تقتلعه من الهشاشة، باعتبار أن الأجرة التي يتقاضاها لا تكفي حتى لتغطية مصاريف أسرته الصغيرة، على حد تعبيره.
وحسب حسن، فإن إدمانه على اللعب والرهان على مقابلات كرة القدم، أصبح يؤرقه مقابل المسؤولية الملقاة على عاتقه، حيث أضحى يثقل كاهله خصوصا، إذا قضى فترة طويلة وهو يراهن دون أن يحقق الفوز، كما أن الأموال التي يضخها للعب والقمار أصابت ميزانيته الشهرية بعجز مما ترتب عنه دخوله في دوامة السلف ودفعه إلى الاقتراض من عند أصدقائه ومقربيه.
محلات اليانصيب مرتع للفوضى بسبب السرقة ونزاعات المراهنين
كثيرة هي المشاكل والفوضى التي أضحت ترافق محلات اليانصيب ولعب القمار الرياضي، بشكل يومي، لأسباب واهية، حيث كشف أحد المسؤولين عن أحد محلات اليانصيب بمنطقة ابن امسيك بالدار البيضاء، عن معاناته اليومية في فض نزاعات زبنائه من مدمني لعب القمار الرياضي، فيما بينهم، خصوصا أن محله يعرف إقبالا كبيرا طيلة اليوم، زيادة على حالات السرقة والعراك وسط المحل بالأسلحة البيضاء، وهو ما اضطره في كثير من المرات، إلى الاتصال بالشرطة لطلب النجدة.

اظهر المزيد

Rissala 24

مدخل الخبر اليقين
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock