مجتمع

شفشاون.. زخات مطرية تعري البنية التحتية الهشة والعامل يشارك في عمليات الإنقاذ في غياب المنتخبين

رسالة24 – رشيد عبود //

مباشرة بعد تساقط أولى الزخات المطرية التي شهدتها المدينة خلال اليومين الماضيين، حتى تحولت شوارع وأزقة مدينة شفشاون، خصوصا بالأحياء الهامشية، إلى برك مائية متناثرة، حيث بدأت بعض جوانب بعض الطرقات والوديان المكشوفة التي تخترق بعض الاحياء تتهاوى بسبب الامطار.

وأصبحت الكثير من المنازل والمحال التجارية محاصرة بالسيول المائية، كما أن البنيات التحتية التي دامت الأشغال بها لسنوات وأنفقت عليها الدولة الملايير من جيوب دافعي الضرائب، لم تقو على مقاومة الميليمترات الأولى المتساقطة للأمطار، إذ تم وضع حواجز واقية حول بعض الحفر المتواجدة على جنبات الطرقات، لتحذير مستعملي تلك الطريق من خطر المرور بالقرب منها، بعدما غمرتها المياه، بسبب انسداد قنوات تصريف المياه العادمة التي لم تقوى على مواجهة تدفق المياه .

ومن أجل تجاوز هذه الأوضاع، وتحرير الساكنة المحاصرة بالمياه، تدخلت السلطات المحلية، وبعض الفعاليات

المدنية المتطوعة، وقامت بوضع الحواجز بالأكياس الرملية، والحواجز الخشبية والحديدية البدائية وسط الطرقات التي غمرتها السيول السطحية الجارفة، للتقليل من سرعة تدفق المياه التي علا منسوبها القدرة الاستيعابية لبعض المجاري، بسبب انسدادها وانغلاق القنوات والبالوعات الملحقة بها، نتيجة التلوث وعدم الصيانة والتنقية الدورية، من النفايات والأجسام الصلبة العالقة فيه، التي تعيق تدفق المياه على طولها بشكل انسيابي.

إلى ذلك، وفي غياب لافت للمنتخبين، نزل محمد علمي ودان عامل الإقليم، مرفوقا برجال السلطة المحلية وأعوانهم، و24 فردا من مستخدمي الإنعاش الوطني، خلال طول ساعات الليل، إلى شارع طنجة بحي عين حوزي، حيث تجندوا ميدانيا لإنقاذ ما يجب إنقاذه حماية لأمن وأرواح الساكنة المتضررة، والوقوف إلى جانبهم في هذه اللحظات العصيبة، إلى حين تجاوزها بسلام.

وحسب ساكنة حي عون حوزي في اتصالها بالجريدة، فإن الجماعة التي يديرها حزب العدالة والتنمية بأغلبية مريحة، سبق لها وأن صادقت في إحدى دوراتها السابقة على مشروع تأهيل الحي الذي يعرف انجرافات خطيرة للتربة وانزلاقات أرضية منذ سنة 2016، لكن هذه الوعود ظلت لحد الآن حبرا على ورق، وذلك رغم الدعم المالي للدولة ممثلة في وزارة الداخلية لهذا المشروع المقدر ب 16,2مليون درهم، لإنجاز الأشغال الكبرى المتعلقة بحماية انجراف التربة .

كما شهد حي أكرنسيف الذي وصف بالمنكوب، بعد التساقطات المطرية التي شهدتها المدينة، حدوث خسوف أرضي مخلفا حفرة عملاقة وسط الطريق، مهددة حياة مستعمليه من راجلين وسائقين، في مشهد مروع يفضح وبالملموس، هشاشة البنية التحتية لسادس

أجمل مدينة في المغرب، والتي أعلنتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، شهر شتنبر الماضي، مدينة تعليمية ضمن الشبكة العالمية لمدن التعلم.

من جهته، شهد حي سيدي بوجمعة، فضيحة من العيار الثقيل وذلك عندما تدخلت إحدى الجرافات لوضع “سلم” معدني لاستخدامها كقنطرة صغيرة فوق الواد، لفك العزلة عن ساكنة الحي، وتمكين التلاميذ من الالتحاق بمدرسة صادق بن ريسون الابتدائية، وثانوية ضهر بن عياد، في مشهد دراماتيكي أثار سخط وسخرية الساكنة ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بصفة عامة، معتبرين هذا التدخل المزعوم لفك العزلة عن الحي المحاصر بالسيول، بالمهزلة و”الفضيحة” التي تستوجب المساءلة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock