آخر أخبارفن وثقافة

أستاذ علم الإجتماع لـ “رسالة24″…مسلسل “بغيت حياتك” كسر الطابوهات

تلقى مسلسل “بغيت حياتك”، انتقادات لاذعة منذ عرض الحلقة الأولى، ولازالت الانتقادات تتوالى بعد عرض الحلقات، بدعوى تناوله لمواضيع جريئة لا تجوز مشاهدتها على التلفاز المغربي، مما جعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي يوجهون اتهامات كثيرة لصناع العمل بدعوى أنه لا يعكس الواقع المغربي ويتضمن مشاهد لا تتناسب مع قيم المجتمع المغربي.
وفي هذا الإطار يرى رشيد جرموني، أستاذ علم الاجتماع،بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، أن المسلسل المغربي “بغيت حياتك” الذي تطرق لموضوع زنا المحارم، يُعد خطوة جريئة بالمغرب، لأنه يكسر الطابوهات التي تحوم حول هذه الظاهرة التي تتواجد بمجتمعنا المغربي، مشيرا إلى أن العديد من الأسر المغربية تعاني من هذه الظاهرة في صمت منذ سنوات، لكن بفضل جهود الحركات النسائية والإعلام، بدأت الأسر المغربية تبوح بمدى معاناتها من تبعات زنا المحارم، الذي يمثل العار للأسرة ككل ويؤدي في غالب الأحيان إلى التنمر …
وأوضح المتحدث أن موضوع زنا المحارم هو موضوع حساس وشائك جدا، بل إن العديد من الأسر بالمجتمع المغربي لا تستطيع البوح بهذه الجريمة، ولهذا يعتبر المتحدث ذاته، أن الفيلم الذي تناول هذا الموضوع بجرأة كبيرة، هو بمثابة تطور وتحول في المجتمع المغربي بل إنه يؤشر على منحى جديد يمكن أن نقف عنده مليا وهو أن الأعمال الدرامية قد تغير المجتمع من خلال هذه القضايا، مردفا أن هذه المواضيع تساعد في تحرير القيود والإرث التقليدي… ولهذا يؤكد جرموني، أن التطرق لمثل هذه المواضيع هي خطوة مهمة جدا لأن ظاهرة زنى المحارم موجودة، ورغم أن الاحصائيات غير متوفرة نظرا لحساسية الموضوع، فإن الظاهرة موجودة في المجتمع المغربي.
ويرى أستاذ علم الاجتماع، أن منتقدي هذا العمل التلفزي، لا يحبذون التعبير عن هذه المواضيع التي تمثل جزء من المجتمع، في حين أن بعض الأعمال السينمائية سبق وتطرقت لمثل هذه المواضيع، كالعمل الجنسي، والتي يشرف عليها في الغالب المخرج السينمائي نبيل عيوش في العقدين الأخيرين، رغم الانتقادات اللاذعة التي تطالهم من طرف الحركات الإسلامية التي تعتبر هذا النوع من الأعمال لا يعكس الواقع بل يكرس الواقع، ولهذا يرى أستاذ علم الاجتماع أن نفس الأمر ينطبق على مسلسل “بغيت حياتك” لأنه يعكس نوعا من التناقض والتوتر بين ما هو موجود، وما نعبر عنه من خلال الأعمال التلفزية أو السينمائية ككل.
وفي هذا السياق يوضح جرموني، أن هذه الدعوات والانتقادات ليست في محلها، لأن الفن بمثابة رسالة واضحة للتحسيس بالقضايا المجتمعية والتعريف بها والكشف عن خباياها، وهو أيضا محطة انتقالية لعلاج هذه الظواهر وعدم السكوت عنها.
كما يؤشر هذا الانتقاد حسب المتحدث ذاته، لنوع من “يوتوبيا” أي أننا لا نسمح للإنتاجات التلفزية أن تعبر عن ذلك، وهو مسلك غير سوي، لأن جميع المجتمعات تعيش هذه الظاهرة بمستويات مختلفة.
ونوه أستاذ علم الإجتماع بالأعمال الفنية التي أضحت تسلط الضوء على هذه المواضيع الحساسة، ولهذا يؤكد في معرض حديثه، عدم تبني نظرية المؤامرة على هذه الانتاجات الفنية، لأن هذا النقاش لا يؤدي لفهم الموضوع بطريقة علمية وموضوعية وشمولية.
وأخيرا يرى جرموني أن نجاح هذه الأعمال التلفزية التي تتناول مثل هذه المواضيع الحساسة، لا ينظر إليها البعض بمستوى الوعي الذي يحدثه ومدى تفجيره لمستوى النقاش خصوصا في صفوف الشباب والشابات الذين يتضررون من هذه الظاهرة، ولهذا فالعديد من الناس سيجدون ذواتهم في تفاصيل هذا المسلسل وسيكون له أثر كبير على نفسياتهم، وهذا بمثابة بداية تحول كبير في منظومة القيم المغربية وعلى رأسها الإنتاج الفني.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock