شهد المغرب في الآونة الأخيرة ارتفاعا غير مسبوق في درجة الحرارة، خاصة خلال فصلي الخريف والشتاء، هذه التقلبات تعكس تأثيرات التغيرات المناخية على المغرب، في هذا المقال، نناقش أسباب إرتفاع درجة الحرارة وآثارها المحتملة.
صرح مصطفى بنرامل الخبير البيئي بأن التغيرات المناخية تعد السبب الرئيسي وراء التقلبات واضطراب حالات الطقس المتطرفة، وأوضح أن هذه التغيرات هي العامل الأساسي في ارتفاع درجات الحرارة غير المعتاد الذي يشهده المغرب خلال فصل الخريف سواء هذا العام أو العام الماضي، حيث سجلت درجات حرارة قياسية في الفصول الثلاثة “الخريف الشتاء والربيع.”
وأشار بنرامل، إلى أن ارتفاع درجات الحرارة خلال فصلي الخريف والشتاء يعد انعكاسا لحالة من عدم الاستقرار المناخي واضطراب التوازن في انتظام الفصول ضمن المناخ المتوسطي، الذي يميز منطقة البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك المغرب. وأضاف أن الظواهر المناخية التي شهدها المغرب نهاية الصيف الماضي مثل هطول أمطار غزيرة في مناطق الجنوب والجنوب الشرقي، وتساقط كميات كبيرة من الثلوج بسمك قياسي على قمم جبال المغرب خلال فصل الخريف تعتبر غير اعتيادية. فمثل هذه الظواهر تحدث عادة بين شهري دجنبر وفبراير، مما ينذر ببداية تشكل مناخ جديد على مستوى الكرة الأرضية خاصة في المغرب.
ورغم وجود نماذج علمية متعددة لرصد هذه التغيرات، إلا أنها تظل غير مستقرة وغير واضحة المعالم ولا يمكن التنبؤ بشكل دقيق بكيفية تأثيرها وتبقى التساؤلات مطروحة حول مدى انعكاساتها على إدارة الموارد المائية، التنوع البيولوجي والأمن الغذائي.
وأضاف الخبير، أن تشكل مناخ جديد في المغرب قد يفضي إلى إعادة تصنيف المناطق المناخية وتغيير توزيع الفصول، سواء من حيث مدتها أو عددها فقد يصبح هناك فصلان أو ثلاثة أو أربعة فصول بتوزيع جديد للأيام الحارة والممطرة. وأكد أن الأيام القادمة وحدها ستكشف عن ملامح هذا المناخ الجديد بناء على استقرار الأنماط المناخية.
واختتم بنرامل حديثه بالتأكيد على أهمية السلوك البشري في مواجهة هذه التغيرات، وشدد على ضرورة اعتماد تدابير مستدامة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الغازية والحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة بما فيها النظم الغابوية لضمان مستقبل بيئي أكثر استقرار.
يذكر أن المغرب شهد خلال العقد الأخير تزايدا في الظواهر المناخية المتطرفة مثل الجفاف، الأمطار الغزيرة التي تسبب الفيضانات وارتفاع درجات الحرارة على نحو غير طبيعي وتشير التقارير إلى أن المغرب أصبح ضمن المناطق الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية في شمال إفريقيا.
من ناحية أخرى، يعد المغرب عرضة للجفاف المتكرر حيث أظهرت دراسة أجرتها وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة أن 8 سنوات من أصل 10 الماضية تميزت بضعف التساقطات المطرية، وهذا الجفاف يضغط بشكل كبير على الموارد المائية، حيث يعتمد المغرب بشكل رئيسي على الأمطار لتجديد مخزون السدود والفرشات المائية.