أثار مقطع الفيديو الذي أظهر إهانة المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسطات من طرف عامل الإقليم، جدلا واسعا. وقد تضاربت الأراء حول صواب سلوك عامل الإقليم من عدمه… فهناك فئة رأت أن هذا الأخير محق في عتاب ومحاسية المدير الإقليمي لأنه لم يقم بعمله على أكمل وجه، وقصّر في مهامه الموكولة له. في المقابل، رفضت فئة أخرى هذا الأسلوب، اعتبرته إهانة لشخص المدير الإقليمي وإهانة للنقابات التعليمية المغربية، مطالبة إياها بالتدخل والتضامن مع المدير الإقليمي.
وعبرت النقابات التعليمية الست، ببيان توصلت به ” رسالة 24 ” بنسخة منه، عن رفضها للأسلوب الذي وصفته “بالمهين” الممارس في حق ممثل قطاع التربية والتعليم، منبهة إلى خطورة هذه التصرفات الحاطة بالكرامة الإنسانية والمؤثرة على المكانة الاعتبارية لنساء ورجال التعليم.
ودعت النقابات إلى إحترام المبادئ الدستورية وسيادة القانون في تنظيم العلاقات بين ممثلي الحكومة ومختلف مسؤولي مؤسسات الدولة، مع ربط المسؤولية بالمحاسبة، بدلا من الإهانة والتقريع العلني أمام الصحافة.
واستنكرت منظمة التضامن الجامعي المغربي هي الأخرى إهانة المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية بسطات من طرف عامل الإقليم، مؤكدة تضامنها المطلق معه. ففي بلاغ لها اطلعت عليه “رسالة 24″، استنكرت المنظمة تأنيب عامل سطات وإهانته للمدير الإقليمي بشأن ادعاء تأخر إنجاز صفقات ملاعب القرب، مستعملا أسلوب التهديد والوعيد، وكلمات أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها لا تمت بصلة للجانب التربوي والأخلاقي المراعي لأدبيات الحوار والتواصل واللباقة واللياقة بين ممثلي السلطة والمواطنين، كيفما كانت مهامهم ورتبهم، وفي تجاوز لسلطته وصلاحياته وأصول التعامل الإداري.
ورفضت المنظمة، بناء على ذلك، مثل هذه التصرفات الحاطة من كرامة المسؤول ومن خلاله أسرة التعليم ومكانتها الاعتبارية في المجتمع، واعتبر أن الإهانة مست بكرامة أسرة التعليم كلها، وطالبت برفع الضرر المعنوي البليغ الذي لحق المدير الإقليمي، والجسم التعليمي قاطبة، كما طالبت بتدخل رئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، واتخاذ الإجراءات اللازمة حتى لا تتكرر مثل هاته السلوكات مستقبلا.
