أكد الطيب حمضي، طبيب وباحث في السياسات والنظم الصحية، أن مبادرة اللقاحات لها دور مهم كونها شق ضروري في تدبير المغرب، بفضل تدخل جلالة الملك الذي كانت له نظرة استباقية استشرافية، وتضامنية.
وأوضح حمضي، أن اللقاحات تتطلب استعدادا كبيرا من الناحية التقنية، كما أن خصائصها تتمثل في الأمان والفعالية والجودة، فهذه الأخيرة تسمح للبلد بأن يكون له صناعة دوائية، وخبرة كبيرة في هذا المجال.
و أشار في الوقت ذاته أن سوق اللقاحات ليس بحجم سوق الأدوية، الشيء الذي يجعل الدول العظمى تغض البصر على دول معينة في استثمار اللقاحات، ولكن بعد كوفيد 19، والمبادرة الإستباقية التي قام بها جلالة الملك، أكدت أن المغرب سيحتل صدارة استثمار اللقاحات، وسيكون مؤهل إفريقيا لكي يكون مركزا لسوق اللقاحات، لاستفادة افريقيا ككل.
أما فيما يخص توزيع اللقاحات، فإن افريقيا تمتلك 17 في المائة من الساكنة، 2 في المائة من اللقاحات التي توصلت بها حاليا، ونصف الكمية استعمل داخل أرض المغرب، وهذا يبرهن أن لا عدالة في توزيع اللقاح. ولهذا لم نتوصل لحد الآن لمناعة جماعية بشكل مبكر مما ساعد الجائحة في مد جذورها، لكن مبادرة المغرب من أجل افريقيا ككل، يمكن من خلالها محاولة تعديل كفة أفريقيا لتمكنيها من لاستفادة من اللقاحات، وهذا الأخير يمثل جزءا تضامنيا، فبعد تعديل الكمامات والأدوية والوسائل الاحترافية، جعل المغرب يفكر في مساعدة إفريقيا وإعطائها اللقاحات الكافية، للوصول لمناعة جماعية بوقت أقصر و التغلب على الجائحة، مما يوضح أن هذه الخطوة لها تحدي كبيري وطنيا و دوليا و قاريا.
وأشار الدكتور حمضي إلى اتفاقية شهر غشت من السنة الفارطة، والتي كانت لها رؤية واضحة بحيث جعلت المغرب من بين 6دول الأولى عالميا التي غطت ساكنتها باللقاحات، وكذا تعميم التغطية الصحية والذي تم التطرق له من طرف الملك محمد السادس.
كما حث المتحدث ذاته، أن المغرب لم ينتظر إلى أن تنتهي الجائحة لكي يأخذ دروسا، وإنما في خضم الجائحة وبقرار ملكي اتخذ سبيل المستقبل، بحيث استشرف و تنبأ بدروس الجائحة، كذلك بالنسبة لمستقبل المغرب ومستقبل أفريقيا ككل، موضحا أنه بعد هذا القرار نحن نسير نحو باب إنتاج اللقاحات منها: إنتاج لقاحات أخرى جديدة بغض النظر عن لقاح كوفيد 19، و كذا تطوير اللقاحات في المغرب، لأن العالم ككل يعرف مدى تطور السنوات وظهور أوبئة جديدة، ولهذا يجب صناعة اللقاحات والتدرب عليها بشكل جيد، لاكتساب خبرة طبية ممتازة، ولمواجهة الجائحات المقبلة،
وفي موضوع متصل، نبه طيب حمضي، لخطورة المتحور دلتا الذي تسبب في زيادة وباء كوفيد 19، حيث تلقى أكثر من 66 بالمائة من سكان بريطانيا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح أي أكثر من 50بالمائة من كلا الجرعتين، أما في روسيا فتلقى 15بالمائة فقط من السكان جرعة من اللقاح، وفي بريطانيا 10 وفيات يوميا في روسيا أي 600 إلى 700 حالة وفاة يوميا، ولهذا ينصح المختص في النظم الصحية بأخذ اللقاح لأنه يحمي من المرض ومن الحالات الخطرة ومن الوفاة بشكل مذهل.
يضيف المتحدث ذاته أن التلقيح يقلل من انتقال وتفشي الفيروس، فالأشخاص الغير الملقحين ينقلون الفيروس 12 مرة أكثر من أولئك الذين تم تطعيمهم، فحوالي 99.2 بالمائة من الوفيات الأخيرة من كوفيد 19 في الولايات المتحدة الأمريكية كانت لأشخاص غير ملقحين.
