كانت الرحلة إلى دوار داروتان بجماعة تمروت ، التابعة لإقليم شفشاون بشمال المغرب، طويلة ومتعبة، حيث استغرقت ما يقارب السبع ساعات على متن السيارة ، انطلاقا من مدينة الدار البيضاء. لم يكن الغرض من زيارة فريق جريدة “رسالة الأمة” للمنطقة النبش فقط في واقعة الطفل ريان الذي استأثر باهتمام منابر إعلامية عدة و تحول و في ظرف وجيز إلى بطل أحيى في النفوس الحس الإنساني ووحد الأمم و قبلهم المغاربة، بقدر ما كان هدفنا استخلاص الدروس و العبر من الفاجعة و إماطة اللثام عن العزلة و الظروف المزرية التي تعيشها ساكنة المناطق النائية و كذا ظاهرة الصوندات و الآبار العشوائية التي و على غرار دوار داروتان تنخر الربوع المغربية بسهولها وهضابها، تلالها و جبالها دون رقيب و لا حسيب، متحينة الفرص لتسلبنا عزيزا أو غاليا. داروتان دوار يقع بجماعة تمروت، إقليم شفشاون، جهة طنجة تطوان الحسيمة. ينتمي الدوار لدائرة باب برد مشيخة بني انبات و التي تضم 12 دوارا، عدد سكانه يقدر بـ 3000 نسمة موزعة على 160منزلا. هو جزء من سلسلة جبال الريف الحديثة المنشأ و التي نتجت عن تراكم ترسبات مكونة أساسا من الصلصال والطين والحجر الرملي و الكلس و تعرضت في نهاية الزمن الجيولوجي الثالث إلى حركات تكتونية باطنية عنيفة أدت إلى نشوء بنية التوائية وعرة و معقدة ذات أشكال متداخلة، الشيء الذي جعل مجملها ضعيفة إلى منعدمة النفاذية مما يحد من حظوظ وجود خزانات و موارد مائية جوفية مهمة بالمنطقة… من هنا، من داروتان و من علو يقارب ألفي مترٍ، انطلقت رحلتنا لتقصي الحقائق و بدأت مهمتنا في البحث عن معطيات أوفى عن فاجعة الطفل ريان الذي أجهزت “حفرة الموت” على أحلامه الطفولية، وأسلم الروح لبارئها من غَيابَتِ جُبٍّ محاذٍ لمسكنه هجرته مياه هي نفسها أبت أن تطيل المقام في مثل هذه البيئة القاسية. مسالك وعرة ومشاهد دور طينية متواضعة بأسقف من لوحات القصدير، وقد تناثرت هنا وهناك، يصعب الوصول إليها إلا من مسالك جبلية ضيقة. شباب ضاق بهم المقام، حاجتهم الأولى أضحت ضمان ضرورات العيش الكريم، والبحث عن وسيلة للهروب من وطأ البطالة القاتلة بالمنطقة. على محيا الساكنة رجالا و نساء و على لسانهم اختلطت العبارات و الأحاسيس بين الحسرة على فقدان أحد أبناء قريتهم في شخص الصغير ريان رحمه الله و السعادة بزيارة هذا الكم الهائل من الصحافيين والمسؤولين للمنطقة، و الذين لطالما تمنوا أن ينفض عنهم الغبار ويجدوا آذانا صاغية لمعاناتهم و واقعهم المرير بهذه القرى النائية المنسية.
بعيدا عن موت الطفل ريان الذي قدر الله له أن يغادرنا إلى دار البقاء، وما رافقه من آمال وآلام ، وترقب وانتظار مدة خمسة أيام، وكأنها أعوام وأعوام، غزت صوره ورسوماته كل الأمصار، احتفاء بالطفل الذي ترك أنظار العالم تتوجه لمنطقة كانت يوما في طي النسيان، وترك البشرية بجميع أطيافها تنسى ولو للحظات ما يفرقها و تتوحد بالدعاء بشتى اللغات والديانات في تلاحم وتضامن قل نظيره.
ساكنة دوار داروتان أناس بسطاء، يزاولون فلاحة معاشية ويقتاتون من محاصيلهم الزراعية كـ”الكيف” و”الزيتون”، ويقاومون برودة الطقس خاصة عند تساقط الثلوج و تلك حكاية أخرى. ورغم ملبسهم المتواضع، فأطفالهم – كما كبارهم – دائمو الابتسام متناسين الفقر و العزلة والعوز. منطقة نائية لا يتوفر ساكنتها حتى لشروط العيش الكريم. أما التعليم وظروف التعلم وبرامج الوزارة من تعميم وتكافؤ الفرص ومحاربة الهدر الدرسي… فتبقى شعارات وحبرا على ورق.
يقول أشرف ابن المنطقة: “إذا مرض شيخ أو امرأة فإما نعالجها هنا بالدوار أو نحاول نقلها رغم صعوبات الطريق إلى أحد المستوصفات التي تبعد عنا ما يقارب 11 كيلومتر (مستوصف بجماعة تمروت)” ثم أضاف قائلا : ” ريان آلمنا كثيرا برحيله، لكن كشف حقيقة ما نعيشه، لم يسبق لأي مسؤول وأن حط أرجله على هذه الأرض لا نراهم إلا كل خمس سنوات وقت الحملة الانتخابية ، نبحث عمن يمكن لنا أن نتواصل معه لنوصل له أصواتنا … تعبنا من هذه الحياة ورغم ذلك نحمد الله ونشكره”.
نساء الدوار يتوارين عن الأنظار لعفتهن وحيائهن، صفة لمسناها بجلاء بهذا الدوار القابع بوسط الجبال الشاهقة، وطيلة أيام الحفر الجنازة والعزاء كن يساعدن عائلة ريان، يطبخن ويخففن على أمه وجدته وقع الفراق.
صور عشناها تختزل معاناة ساكنة المنطقة، شباب فتحوا لنا قلوبهم وأفصحوا عما بداخلهم، تجرعوا وما زالوا يتجرعون مرارة العيش في عزلة جبلية بمنطقة منسية بتقصير من بعض المسؤولين، ومعاناة ومصاعب مسؤولين آخرين ممن يتمتعون بالضمير والحس الوطني ولا يذخرون جهدا في إنقاذ أهل الدوار والدواوير المحيطة والمتواجدة بجماعة تمروت والبالغ
ونظرا لندرة الموارد المائية بالمنطقة، يلجؤ الساكنة لحفر “الصوندات” أو “الآبار” علها تجود عليهم بماء يروون به ظمأهم أو يسقون به أحواضهم كلما انحبس المطر، غير أن جلها يكون بطريقة عشوائية، دون مراعاة لأدنى شروط السلامة ودون ترخيص قانوني كما جاء على لسان أغلب قاطني المنطقة.
“الآبار” و”الصوندات” حفر الموت القاتلة…
قرر الفريق أن يتقصى حقيقة “الآبار” و”الصوندات” بدوار داروتان والدواوير المجاورة، لمعرفة الإجراءات، الطرق و التقنيات التي يعتمدها الساكنة لحفر الآبار، والتي قد تكون سببا في سلب حياة أحد الساكنة راشدين كانوا أم أطفالا صغارا أبرياء كما حدث للصغير ريان – رحمة الله عليه – أو في حوادث أخرى مماثلة ظلت حبيسة الحناجر والمحاضر. بعد حوار صغير مع رجال الدوار الذين لم يتوانوا عن الجواب على سؤالنا: هل تحصلون على رخصة لحفر الآبار؟ وهل تراقب السلطات أو الجماعة أو إدارة الأحواض المائية الآبار الموجودة؟ ليجيبوا والبسمة تسابق كلماتهم بطريقة تركتنا ندرك أن ما وراء الكلام حقائق خفية.
يقول لنا الشاب محمد.أ، مقاول في حفر الآبار: “%99 من الساكنة هنا لا ينتظرون رخصا لحفر “الآبار” أو “الصوندات”… وحتى وإن أردنا أخذ ترخيص فيلزمنا التوجه لمدينة طنجة” ليضيف في معرض كلامه، “مشكلة التراخيص أنها تتأخر كثيرا، والساكنة تكون في حاجة ماسة للمياه لري أو سقي محاصيلهم الزراعية، المنطقة خالية من المياه … هذه السنة نعيش على وقع الجفاف الذي تسبب في خسائر كبيرة وقلة المحاصيل الزراعية”.
أياما بعد واقعة الطفل “ريان”، كشف مدير البحث والتخطيط المائي لوزارة التجهيز والماء في المغرب، عبد العزيز الزروالي، في تصريح رسمي، أن وكالات الأحواض المائية ستقوم بجرد شامل للآبار العشوائية، التي قد تشكل خطرا على السلامة العامة، بهدف اتخاذ إجراءات مواكبة مع إمكانية المتابعة القضائية حتى لا تتكرر فاجعة ريان. وأكدت الوكالة نفسها، أن وكالات الأحواض المائية على مستوى التراب الوطني، تصدر قرارات الترخيص بالحفر والجلب بمعدل سنوي يتراوح ما بين 30.000 و40.000 رخصة، في حين لا تتوفر الإدارة نفسها على إحصائيات بشأن الآبار المهجورة أو الغير مرخصة. ويجدر الإشارة
تعتيم مجهول وغياب تام لأي معلومة بالمنطقة..
عودة للماضي القريب، عرفت لحظات إخراج الطفل ريان أورام من قعر البئر أو حتى خلال بعض فترات الحفر لإنقاذه تعتيما كبيرا من طرف السلطات المعنية والساهرة على إنقاذ الصغير، مما ترك المجال مفتوحا للتأويلات ولنشر الشائعات وتضارب الروايات حول الوضع الصحي للطفل، قبل أن يصدر بيان الديوان الملكي دقائق قليلة بعد إخراج ريان من البئر، منهيا حالة الشك والترقب ومعلنا رسميا خبر وفاته.
لكن بعيدا عن قصة التعتيم الخاصة بإنقاذ الطفل ريان آنذاك، ارتأينا أن نطرق باب رئيس الجماعة القروية تمروت ونتواصل معه لمعرفة المزيد من المعلومات عن الساكنة والدواوير التي تشكو وبشدة من تواجد العديد من “الصوندات” و”الآبار” المهجورة أو التي يتم حفرها بطريقة عشوائية و المشابهة لتلك التي سقط فيها الفقيد “ريان”، وعن سبب غياب الناخبين الذين اشتكت منهم ساكنة الدواوير، والذين كانوا يرجون منهم فقط مد يد المساعدة لهم في ظل هذه الظروف العصيبة التي تعرفها المنطقة، إلا أننا صدمنا حيث استأثر التكتم والتهرب من لقاءنا، الشيء الذي جعلنا عاجزين عن الحصول على المعلومات الكافية لإكمال بحثنا، ومعرفة ما أقدمت عليه السلطات والجماعة المعنية من خطوات لحصر عدد الصوندات والآبار المشكلة لخطر على الساكنة تخفيفا لما تعانيه في صمت وسط الجبال النائية، محاولين فهم سبب تهربه من لقاءنا ليتم إجابتنا من طرف أحد الأعضاء المنتخبين بالجماعة أن السيد الرئيس لم يسبق له إجراء أي حوار صحافي، وأنه لا يود اللقاء بأي صحافي من الصحافيين، مشيرا في كلامه أنه سبق له وأن فضل الصمت أمام القنوات الرسمية بالبلاد.
و بالتواصل مع أحد الأشخاص الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه، أكد لنا أنه يجب معرفة الأسباب الحقيقية للحادثة وأن ظاهرة “الصوندات” والآبار العشوائية أو المهجورة مستفحلة بالمنطقة وأنه آن الأوان لمعالجتها، واستطرد قائلا: “لا نريد أن نفقد ابنا من أبنائنا مرة أخرى أضحينا نخاف من تكرار فاجعة ريان بالمنطقة أو بأحد الدواوير”، داعيا في كلامه إلى إطلاق برنامج تنموي كبير لإنقاذ ساكنة الجبال خاصة بإقليم شفشاون والذي بإمكانه إنقاذ الآلاف من القرى الجبلية.
مهندس طبوغرافي : “التربة الشيستية الصلبة … سبب في وفاة ريان”
حاورته : ابتسام عبيبي
- بصفتكم مهندسا طبوغرافيا وواحدا من المشاركين في عملية إنقاذ الطفل ريان – رحمه الله – ما هي المعطيات والآليات التي ساعدتكم على معرفة نوعية التربة؟
بادئ ذي بدء، أود الإشارة أنه لي دراية تامة بالخصائص الجيولوجية للمنطقة وخاصة سلسلة جبال الريف و شمال المغرب، فاعتمادا على الإحداثيات فتربة المنطقة التي وقع بها الطفل ريان رحمه الله، تربة شيستية صلبة وتنتمي إلى وحدة كتامة وهذا ما سهل نسبيا عملية الحفر.
- هل تظنون أن التقنيات والآليات التي تم استخدامها في إخراج الطفل كانت ناجعة؟
كانت التقنية التي استعملت من طرف فرق الإنقاذ هي الأقل خطرا على الشهيد ريان و على الفريق المسعف، لأنه بعدما تعذر علينا استخراجه مباشرة من فوهة البئر بمساعدة مستغورين أكْفاء، نظرا لقطر البئر الذي لم يكن يتعدى 45 سم في السطح و 20 سم عمقه، ارتأى المختصون حفر ثقب عمودي موازٍ للبئر ارتفاعه 32 مترا
ثم حفر نفق أفقي اتجاه الطفل. الخطوة الأولى التي قمنا بها هي تحديد إحداثيات الطفل ريان، وذلك لمساعدة العمال والمتطوعين للحفر في الاتجاه الصحيح، وباستعمال أدوات قياس تمكنا من معرفة مكانه بالضبط، فقد كان يبعد عنا بستة أمتار أفقيا ومترين اثنين عموديا .
- ما هي المخاطر التي واجهتموها أثناء الحفر؟
أكيد أننا كنا نواجه مخاطر عديدة، لو تساقطت الأمطار لحدث الأسوأ، فالحمد لله أن الله عز وجل حمانا، والأمر الآخر والخطر الأكبر الذي واجهناه هو تساقط الأحجار وانهيارات التربة من حين لآخر، ولهذا كان الحذر شديدا: احتمال حدوث انهيار كان كبيرا لولا العناية الإلهية بنا .
كما واجهنا خطر تساقط الأحجار وكذا الأتربة العالقة داخل الحفر، وما إن هَمَّ العمال بالدخول إلى منطقة الحفر الأفقي حتى تساقطت كميات كبيرة من الأتربة بداخل الحفرة وغطت جزءا كبيرا منها، والنتيجة ساعتان من العمل الإضافية لأجل إخراج التربة المتساقطة.
القانون 36.15 المنظم لحفر الآبار… حبر على الورق
وفي خضم النقاش الذي طفا على السطح بعد حادثة الطفل ريان، وجوابا على أسئلة “رسالة الأمة” أوضح الأستاذ كمال اشنيول من هيئة المحامين بفاس، إن ” في ظل غياب مقتضيات على مستوى قانون الماء. 95-10، تمكن من مراقبة الأنشطة المتعلقة بحفر الأثقاب، استفحلت ظاهرة الحفر العشوائي للأثقاب مما ساهم بشكل كبير في تدهور حالة الموارد المائية الجوفية التي تناقص مخزونها بشكل خطير في السنوات الأخيرة.
وعلى مستوى المواد القانونية لسد الفراغ القانوني لتنظيم مهنة حفر الأثقاب، أضاف الأستاذ
وفي السياق نفسه، فإن المشرع قد وضع مسطرة خاصة للحصول على ترخيص حفر الآبار أو ثقب في جوف الأرض، وتتجلى هذه المسطرة في ضرورة تقديم طلب من المعني بالأمر مرفق بعقد يثبت به الطالب حق التصرف في الاراضي المزمع إقامة هذا البئر أو الثقب عليها وبتصميم موقع ملائم تبين فيه نقاط الماء، ويتم تقديم هذا الطلب إلى السلطة المحلية،
ولفت كمال اشنيول إلى أن القانون تضمن جزاءات ردعية منها إغلاق النقط المائية التي تصبح غير قانونية أو قد تكون منجزة بدون ترخيص، وعقوبات مالية وسجنية، الأمر الذي قد يساهم في الحد من ظاهرة الحفر العشوائي للأثقاب وان كان القانون وحده غير كافي بل لابد من البحث عن حلول بديلة كربط المناطق النائية بالماء الصالح للشرب.
وعلق المتحدث في تصريح خص به “رسالة الأمة”، قائلا: إن ” مهمة معاينات المخالفات… المشار إليهم في القانون المتعلق بالمسطرة الجنائية، تعود إلى أعوان شرطة المياه المعينين لهذا الغرض من طرف الإدارة ووكالات الأحواض المائية والمؤسسات العمومية الأخرى المعنية، والمحلفين طبقا للتشريع المتعلق بأداء القسم من طرف الأعوان المكلفين بتحرير المحاضر”.
بن مخلوف : لهذه الأسباب الطريقة المغربية هي الأمثل…
حاورته : فاطمة الزهراء شكري
ما الوضعية الجيو طبوغرافية لمنطقة الحادثة؟
تقع منطقة الحادثة المأساوية في منطقة جبال الريف التي تتسم بتضاريس معقدة و تتكون من طبقات جيولوجية غير مستقرة. فالصخور التي توجد في قرية الطفل ريان هي عبارة عن صخور هشة متقطعة ومتكونة من تربة المارل وصخور صلبة من نوع الكلس.
ما هي المخاطر الممكنة جراء هذه الوضعية و التي يمكن أن تعيق عملية الإنقاذ؟
على رأس المخاطر، نجد انجرافات التربة وسقوط الأحجار الصلبة غير المستقرة. و إذا كانت هذه النوعية من المخاطر تحدث بشكل طبيعي نظرا لنوعية التربة الهشة، فإن عملية الحفر يمكن أن تزيد من نسبة وقوعها بشكل كبير.
إلى أي حد تمكن التدخل المغربي من تحقيق الهدف المتمثل في إخراج الطفل ريان؟
لا يمكننني كمتخصص إلا أن أثمن جهود المنقذين. فتدخل المغاربة كان سريعا و تقدمهم كان فعّالا و ينمّ عن معرفة جيدة بتضاريس المنطقة. فليس من السهل حفر نفق عمودي ارتفاعه 32 متر ثم نفق أفقي ل7 متر و خلال مدة وجيزة ناهزت 4 أيام. و بمقارنة بسيطة مع حالة مشابهة حدثت في إسبانيا سنة 2019، لم يتمكن رجال الإنقاذ من بلوغ طفل سقط في بئر عمقها 78 متر إلا بعد أسبوعين.
هل كانت هناك طرق بديلة ممكنة؟
لم تكن هناك طريقة أخرى ممكنة لعدة أسباب: أولا، نوع التربة والتضاريس المعقدة والهشة؛ ثانيا، وجود منازل السكان قرب مكان الحادثة؛ و أخيرا، عدم إمكانية تسريع وثيرة الحفر أكثر لتجنب وقوع انجرافات في التربة.