آخر أخبارمجتمع

محمد قاسمي العلوي لـ”رسالة24″: لهذه الأسباب إدماج طلبة أوكرانيا في الجامعات المغربية خط أحمر

عرف البيان الصادر عن اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة بالمغرب، والذي تضمن رفض إدماج  الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا في كليات الطب العمومية، سيلا من الانتقادات. ولتوضيح هذا الموقف، ربطت ” رسالة24 ” الاتصال مع محمد قاسمي العلوي   المنسق الوطني للجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة بالمغرب.

أولا، و من حيث المبدأ، يعتبر المنسق الوطني أن ” الطلبة العائدون من أوكرانيا هم إخواننا و نتعاطف مع التجربة المريرة التي عاشوها، و لا نحب لهم سوى الخير”. لكن، و في نفس الوقت، يجب وضع هذا الرفض في سياقه الحقيقي، و إثارة الهدف من ورائه، و المتمثل في  التطبيب الجيد للمواطنين. و هو ما لا يمكن أن يتوفر إلا بالتمكن من الكفاءات اللازمة و الرهينة بالتدريب الجيد الذي تخوله الدراسات الطبية. هذا الهدف بعيد المنال، إذا أخدنا بعين الاعتبار منظومة التكوين الطبي و الصيدلي بالمغرب، و التي لا ترقى إلى الحد الأدنى من المعايير العالمية؛ إذ يكفي أن نعرف أن الاستفادة من التدريب، و الذي ينبغي أن يكون بشكل يومي، لا يتمكن منه الطالب إلا مرة واحدة في الأسبوع تقريبا، و بالتالي فالمستشفيات الجامعية لا تواكب الطلبة المغرب، فما بالك بطلبة أوكرانيا الذين سيتم إدماجهم بالآلاف.

و الجدير بالذكر، حسب قاسمي العلوي، أن هذه الوضعية المزرية كانت حجر الزاوية في المطالب التي كانت موضع إضرابات تكررت على مدى أزيد من 10 سنوات، من قبيل إضراب 2011، 2015، و خاصة إضراب 2019، و الذي ضحى فيه الطلبة بستة أشهر من الدراسة في سبيل تحسين الوضعية، و التي لم يتحقق منها سوى نسبة تتراوح من 10 إلى 15 في المئة فقط. بهذا المعنى، يعتبر محمد قاسمي أن الذهاب في منحى الإدماج سيفوت على الجميع فرصة الاستفادة من التكوين، و الذي سيؤدي لا محالة إلى نتائج سلبية عنوانها القهقرة في الجودة، و هو ما سيمس مباشرة مصلحة  و صحة المواطن. و لا يتوقف الأمر عند هذا الحدّ و حسب، بل هناك نتيجة سلبية أخرى و المتمثلة في ضرب مصداقية الدبلوم المحصل عليه إذا ما تم الإدماج بدون اعتبار للعتبة و للمباراة  كما دأبت على ذلك مجريات الولوج إلى الكلية بما هي كلية ذات الاستقطاب المحدود.

 لذلك، فتحت اللجنة الوطنية لطلبة الطب و الصيدلة بالمغرب قنوات الاتصال مع الأوصياء على القطاع، سواء وزير التعليم العالي أو وزير الصحة، داعية إلى ضرورة تحمل المسؤولية الوطنية و التاريخية، و العمل على تأهيل البنية التحتية للتكوين، و ذلك بتجهيز المستشفيات، و إعطاء الموارد المادية و البشرية الكافية، و العمل على الارتقاء بمطلب الجودة، و إيجاد الوسط الملائم لطالب الطب تكوينا و عملا، و الأهم هو تفعيل المقاربة التشاركية في حل المشاكل، و الجلوس على طاولة المفاوضات.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock