آخر أخباررأي

الحوار بين واقع المحاكمات و شعارات الوزارة

محسن الزهري

حين يصبح الإصلاح مغامرة و يفتح الحوار مع أناس لا ناقة لهم و لا جمل في الملف و ينتقل النقاش من أرضية واقعية لحل المشاكل العالقة إلى فضاءإفتراضي غايته حشد ذباب إلكتروني و تجييش أبواق مأجورة لتضليل شعب بأكمله…فأعلموا أننا لا زلنا على بعد سنوات ضوئية من الإصلاح. لازلنا في التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد نؤكد على أننا متشبتون بمطلبنا في شموليته و نرفض أي تقزيم أو تفيىء للملف و أن الحوار الذي تتغنى به الوزارة أصبح في منظورها هو الغاية الأسمى,لكن هذا الأخير لا يعدو أن يكون وسيلة للنقاش المسؤول و البناء ووفق أرضية الإدماج.

المعركة التي أصبحت الوزارة و الحكومة تستغل فيها التلميذ و مصلحته كدرع بشري لمهاجمة نضالات التنسيقية, و أضحت فيها جمعيات أباء و امهاء و أولياء التلاميذ طرفا يترافع بإسم الوزارة و يزين هجاماته بكلمات لدغدغة المشاعر من قبيل “الإخوان” و “الأساتذة الأجلاء في التنسيقية”…حتما هي معركة مشروعة و معركة كرامة قبل كل شيء. فكيف لنا و لكل عاقل أن يثق مجددا في وزارة تدعو للحوار في وقت لازال فيه مسلسل المحاكمات و الإعتقالات و تلفيق التهم الجاهزة و إصدار أحكام جائرة مستمرا؟!

أما الشيء الذي يختم بطابع النفاق و التحايل على خطابتهم الإنشائية المدبجة بعبارات لغوية فضفاضة فهو إستحضارهم للحق في التعلم كحق دستوري تكفله المواثيق و المعاهدات الدولية و الدستور المغربي….إذن نطرح نفس السؤال: أين حقنا الدستوري في التظاهر و الإضراب و التعبير و الإختيار و الوظيفة العمومية, أم أنهم يسخرون من دستور صوت عليه الشعب و يوظفونه لصالحهم وقت ما أرادوا؟!

الحكومة و الوزارة الوصية عن القطاع أبانوا عن فشلهم في حل الملف و برهنوا على أنهم لا يرغبون بتاتا في طي مشكل عالق مند ستة سنوات و جاءوا ليفندوا أسطوانة التجويد و النهوض بالمدرسة العمومية و مصلحة التلميذ…التي من الواضح أنها لا ترقى إلى مستوى إهتمامتهم أمام صمت جمعيات الأباء و الأولياء التي إرتدت قناع الوزارة.
من يتحدث عن مصلحة التلميذ و عن مستقبله لا يمكن أن يغامر بالمدرسة و بالمعلم و يبحث عن حلول فاشلةكبرنامج أوراش الذي أفرغ شعارات الوزارة من مساحيق التجميل و فضح نية الوزير الوصي. فكيف لشخص ان يبني علاقة إنسانية مع التلميذ و أن يدعمه و هو الذي جاء من الشارع إلى القسم بقرار إرتجالي و بنية مبيتة لتكسير نضالات المفروض عليهم التعاقد.
و لعل كلمات الأستاذ حميد الحواصلي عضو لجنة الإعلام بالتنسيقية الوطنية أجملت و لخصت واقع التعليم بالمغرب: “علاقة التلميذ بالأستاذ كعلاقة الأم بالجنين؛ فإن أردت جنينا سالما معافى؛فعليك بالحفاظ على سلامة و عافية الأم” لكن الواضح و المؤكد من قراءتي للواقع الراهن أن الوزارة و الدولة تراهن على إنشاء جيل مشوه و فاقد للمعالم

اظهر المزيد

Rissala 24

مدخل الخبر اليقين
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock