سلبيات الأفلام الكرتونية أكثر بكثير من إيجابياتها على الطفل

أفلام الكارتون التي يعشقها الأطفال ويستغلها معظم الأمهات لإبقاء أطفالهن مشغولين أو هادئين من الممكن أن تدفعهم للعنف مستقبلًا وإيذاء أنفسهم والمحيطين بهم، فتسمع بعض الأخبار مثل “طفل يلقي بنفسه من النافذة على طريقة ممثل أحد الأفلام ليفارق الحياة مباشرة”، “سبايدرمان” يدفع 44 طفلاً إلى الانتحار.. مجموعة من طلاب الصف الثالث المتوسط يتحرشون بزملائهم تأسياً بأحد المسلسلات… هذه الأخبار تبرز مدى التأثير العميق للدراما وما تعرضه عبر شاشات التلفاز على الأطفال، ذلك الجهاز الذي أصبح عنصراً أساسياً في كل بيت بل في كل غرفة، والذي يقول للواقع: إن أطفالنا يقضون ساعات طوال أمامه، يشاهدون ما يناسبهم وما لا يناسبهم، ما صُنع من أجلهم وما صُنع من أجل غيرهم….
وفي هذا الصدد قالت صفاء المفريج، لـ”رسالة24″ أن رغم ما قد تحققه مشاهدة التلفاز من آثار إيجابية للطفل مثل زيادة وعيه بالعالم المحيط به، وتعلم نسيج الحياة الاجتماعية والعلاقات بين الناس من خلال مسلسلات الكبار، وتطور وزيادة حصيلته اللغوية والمفردات والمعاني، إلى أن سلبيات مشاهدة الرسوم المتحركة أكثر بكثير من إيجابياتها، ويؤكد خبراء الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن الأطفال الذين يشاهدون الرسوم المتحركة المليئة بالعنف يميلون إلى العنف، أما الصغار الذين يشاهدون الأفلام الكرتونية بشكل يومي يصبحون غير حساسين بآلام الآخرين وحزنهم، كما قد يصل بهم الأمر لعدم الانزعاج من أي عناصر عنف من حولهم في الحياة الواقعية.
وأوضحت الكوتش في تحليلها، أن بعض الأطفال يقتدون بشخصيات كرتونية سيئة الطباع، وغالبًا ما يسعون للاقتداء بشخصياتهم المفضلة لديهم، وغالبا ما تكمن المشكلة في أن هذه الشخصيات عادة ما تكون غير مناسبة للاقتداء، لأنها عدوانية للغاية، أو لديها قوى خارقة للطبيعة مثل الطيران أو القفز من أعلى ناطحة سحاب على المباني المجاورة، أو الجري أسرع من الريح، وما شابه مما قد يضر الطفل في الواقع.
وتتابع الكوتش صفاء، أن بعض البرامج تقدم مُحتوى منافي للإسلام، إضافة إلى ذالك، لاحظنا أن أفلام ديزني والتي يعتقد الكثيرون أن هدفها الوحيد هو الترفيه عن الأطفال وتحفيز تفكيرهم، لكن إذا تم التدقيق في هذه الرسوم سيُصدم الآباء بمجموعة من السناريوهات والصور التي لا تناسب بتاثا أعمار أطفالهم، وتحتوي أيضا على رسائل جنسية مشفرة يتلقاها الطفل وتسجل في عقله اللاوعي ومن خلال هذه الصور الذهنية يصدر السلوك الذي قد يكون صادما بالنسبة للكثير من الأسر.
بعض النصائح لترشيد استهلاك الرسوم المتحركة لدى الطفل
تنصح الكوتش صفاء الوالدين بعدم السماح للطفل بمشاهدة الرسوم المتحركة التي لا يمكنه فهم محتواها، مع ضرورة الحرص على اختيار الأفلام الكرتونية التي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي فيه.
يجب التأكد من محتوى الأفلام الكرتونية التي يشاهدها الطفل، مع ضرورة مناقشته محتواها لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي قد تدور في ذهنه،
توصي المتحدثة ذاتها بضرورة التحكم في الوقت الذي يقضيه الطفل في مشاهدة التلفزيون أو استخدام الكمبيوتر والحد منه إلى ساعة واحدة في اليوم، مع التوضيح للطفل أن ليس كل ما يعرض في الأفلام الكرتونية يتماشى مع الحياة الواقعية، كما يجب أن تخبريه أن السلوك العنيف ليس أفضل مسار لحل النزاع.
تؤكد الكوتش صفاء، أن الوالدين يجب أن يكونوا قدوة حسنة لطفلهم في التعامل مع التلفاز، فليس مقبولاً أن يجلس الآباء بالساعات الطوال أمامه، ثم يطلب منه ألا يجلس أمامه إلا بضع دقائق، وكذلك ليس مقبولاً أن تشاهد برامج يتنافى محتواها مع القيم والأخلاق، ثم تطلب منه ألا يشاهد مثل هذه البرامج، لأن القدوة من أهم وأعمق وسائل التأثير في الطفل وفي اكتسابه للقيم والعادات.
– لا تضعي التلفاز في حجرته ولا تجعله في مكان مريح؛ فذلك يساعده على البقاء أمامه لأوقات طويلة، لكن ضعه في مكان منعزل وغير مريح، فهذا يساعد على تقليص الأوقات التي يجلسها أمامه.
ـ ادفعيه لممارسة الألعاب الرياضية التي تناسب قدراته وميوله.
– إشراكه في الأنشطة الاجتماعية المختلفة كعيادة المريض وزيارة الأقارب ومساعدة المحتاجين.
– حثه على المشاركة في الأنشطة الدينية كحفظ القرآن الكريم وحضور حلقات التعليم المناسبة له في المساجد والمراكز والجمعيات الإسلامية.
الحرص على إشراكه في القيام ببعض المهام المنزلية، كتنظيم غرفته وشراء بعض احتياجات المنزل والمساهمة في ترتيب سفرة الطعام…