
يشهد مرفأ بيروت اليوم الخميس حريقا مستمرا منذ أيام، تدرس السلطات كيفية التعامل معه، في مشهد جد د الصدمة التي خل فها الانفجار المرو ع، وأثار خشية من انهيار الاهراءات، قبل أسابيع من إحياء لبنان الذكرى السنوية الثانية للمأساة.
اندلعت النيران منذ مطلع الشهر الحالي في القسم المتصد ع من إهراءات الحبوب، المعرضة لخطر الانهيار جراء الأضرار الجسيمة التي خل فها الانفجار، بسبب التخمر مع ارتفاع نسبة الرطوبة داخل مخزون الحبوب المتبقي، وفق السلطات وخبراء.
وحو لتالنيران الجزء الأكثر تضررا من الصوامع الى فرن، تتصاعد منه ألسنة النيران واللهب التي يمكن رؤيتها من مسافات بعيدة مشرفة على المرفأ، وفق ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. وفي حال لم يصار إلى إخمادها، لا تزيد النيران من احتمال انهيار الاهراءات أو ترت ب أي مخاطر على السلامة العامة، وفق خبراء.
يحيي لبنان في الرابع من شهر غشت المقبل الذكرى السنوية الثانية للانفجار الذي تسبب بمقتل أكثر من مئتي شخص وإصابة أكثر من 6500 آخرين بجروح، وألحق دمارا واسعا بعدد من أحياء العاصمة.
ونتج الانفجار، وفق السلطات، عن تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم، داخل المرفأ من دون اجراءات وقاية، إثر اندلاع حريق لم تعرف أسبابه. وتبين لاحقا أن مسؤولين على مستويات عدة، سياسية وأمنية وقضائية، كانوا على دراية بمخاطر تخزين المادة ولم يحركوا ساكنا .
وأوضح وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام للصحافيين خلال تفقد موقع الحريق أن إخماد الحريق سواء عبر البر أو البحر أو الجو قد يرتب مخاطر، تهدد بانهيار الاهراءات.
وقال “نرى ما هو الخيار الأفضل لنعالج الحريق من دون اللجوء الى قرارات عشوائية أو الهدم”، خصوصا أنه مرشح للتجدد بشكل دوري.
واتخذت الحكومة في أبريل قرارا بهدم الإهراءات خشية على السلامة العامة، لكنها علقت تطبيقه بعد اعتراضات قد متها مجموعات مدنية ولجنة أهالي ضحايا انفجار المرفأ التي تطالب بتحويل الاهراءات الى معلم شاهد على الانفجار.
وتابع “إذا استمرت الحرائق، فهي عاجلا أم آجلا ستأكل كميات القمح وستفرغ الإهراءات من مخزونها، ما من شانه أن يؤدي الى انهيار جزئي” للقسم الأكثر تضررا من الانفجار والمعرض للتصدع.