آخر أخبارحوارات

أخصائي في الأورام السرطانية:المغرب يتوفر على أحدث تقنيات الكشف المبكر عن سرطان الثدي

يشكل الاحتفال بشهر “أكتوبر الوردي” مناسبة لتحسيس النساء بأهمية الوقاية والكشف المبكر عن سرطان الثدي الذي يحتل المرتبة الأولى بين السرطانات المسجلة لدى النساء بالمغرب، حيث يأتي سرطان الثدي في الرتبة الأولى بنسبة 38.1 في المائة من مجموع سرطانات الإناث.

في هذا الحوار مع “رسالة24”  يؤكد الدكتور مصطفى السويح أخصائي في جراحة السرطان، على مدى أهمية التشخيص المبكر لسرطاني الثدي، وينصح النساء اللواتي يبلغن 40 سنة، بضرورة الخضوع للفحص المبكر، كما طالب من الأطباء بجميع التخصصات بتوعية النساء على مدار السنة بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

2.3 مليون إصابة جديدة بسرطان الثدي حول العالم حسب منظمة الصحة العالمية، هل ترى أن عدد الإصابات في تزايد مستمر؟

يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى من بين السرطانات التي تصيب الإنسان، وبالأخص الإناث، كما يصيب نسبة ضئيلة من الرجال، ولكن عندما يصيب الذكور يصبح أخطر بكثير، ويتوجب آنذاك على باقي أفراد الأسرة الخضوع لعدة فحوصات دقيقة، لأن أسبابه  تكمن في جينات الرجل الذي أصيب بسرطان الثدي.

أما بالنسبة للنساء هناك تشخيصات مبكرة يمكن أن تقوم بها النساء عكس السابق، إذ يكتشفن إصابتهن بظهور ورم بالثدي، ولا يخضعن للفحوصات أو العلاجات مبكرة، ولهذا ننصح دائما النساء بضرورة التشخيص المبكر لأنه يُسهل العلاج.

ما أحدث التجهيزات المتوفرة حاليا في المغرب للقضاء على داء السرطان؟  

نتوفر حاليا على أحدث تقنيات للتشخيص المبكر مثل  La mammographie” numérique” و “IRM” وتقنيات أخرى نستعملها لتشخيص المرض  خلال الفحص السريري رغم عدم تأكدنا  من إصابة السيدة بسرطان الثدي،  والذي يعرف فقط من خلال فحص “mammographie numérique” وتظهر على شكل ذرات أو حصى الرمل.

أما بخصوص التقنيات التي تستعمل في العلاج والتي تعتبر مهمة جدا،” luminothérapie” الذي يقوي مناعة المرأة، ويحارب الخلايا السرطانية إلى جانب “cellule cancereuse ” الذي يعتمد على تقنية ” traitement syble ”  ومن خلاله نكتشف إذا ما كان سرطان الثدي ينتشر عبر القنوات اللمفاوية، تم نقوم بعد ذلك بجراحة الثدي، لإزالة الغدد اللمفاوية تحت الإبط.

لكن بعد دراسات عديدة أكدت أن 70 بالمئة من الغدد اللمفاوية لا تصاب  بالسرطان، ولهذا لا يجب اعتماد تقنية ” curage ganglionnaire axillaire ” ، ولهذا ظهرت  أواخر القرن الماضي تقنية جديدة آنذاك تسمى “Biopsie ganglion sentinelle axillaire”، أحدثت بشراكة مع أطباء أخصائيين في الطب النووي، وكنت من أوائل الأطباء الذين اعتمدوا هذه التقنية بالمغرب، التي تساعد على اختراق طبقات العقد اللمفاوية لسحب عينة منها وتحديد مدى إصابتهم بالورم السرطاني،  ليتم آنذاك إزالة هذه الغدد اللمفاوية، أما إذا كانت الغدة اللمفاوية حميدة، فتكون فرضية استئصالها ضئيلة.

في حالة لم يتم إسئصال العقد اللمفاوية بشكل جيد يمكن أن  يصاب المريض بمضاعفات خطيرة كانتفاخ اليد ويسمى هذا المرض الجلدي بـ ” Lymphoedéme” وتظل فرضية العلاج منه ضئيلة.

هل يتم دائما استئصال الثدي بالكامل لمحاربة تفشي السرطان؟

في السنوات الأخيرة أصبحنا نحافظ على الثدي، ولا يتم استئصاله بالكامل عند أغلب السيدات، رغم تواجد الورم كبير إذ نبدأ أولا بالعلاج الكيميائي ”  La chimiothérapie” و    ” neoadjuvant” لكي يصبح الورم صغيرا، ثم يتدخل الجراح لإزالة الورم ويحافظ في الوقت ذاته على الثدي، وهناك أيضا تقنيات من قبيل “الجراحة التقويمية” أي Reconstruction mammaire” ” وهذه التقنيات مهمة جدا تدخل في إطار الجراحة الإستيتيكية أو لبلاستيكية ” oncoplastie mammaire ”  ومن خلالها تحتفظ المرأة بجمالها ولا تفقد الثقة في جسدها لأن الثدي المصاب لا يتغير حجمه.

هل ترى بروفيسور أن التوتر يعد سبب رئيسي للإصابة بالسرطان؟

التوتر له مضاعفات جمة على الجميع، وأثبتت الدراسات أن التوتر الذي نعيشه في الحياة اليومية  هو عامل من العوامل التي تسبب في ظهور سرطان الثدي، فالجميع لديه خلايا سرطانية لكن تختلف عوامل ظهور السرطان من شخص لآخر، فعندما تستفيق الخلية السرطانية تبدأ  بالتكاثر وتتشكل عشوائيا،عكس الخلية السليمة التي تنقسم عبر مراحل، وللإشارة  فالخلايا السرطانية تصل لسنتيم  بعد مرور سنة أو سنتين، ولهذا أنصح السيدات بضرورة الخضوع للكشف مرة في السنة، أو بمفردها بالمنزل من خلال لمس الثدي على الطريقة التالية “اليد اليمنى تلمس بها الثدي الأيسر وتحت الإبط والعكس صحيح” وإذا شعرت بأي تغيير في جلد الثدي أو حدوث سيلان في الحلمة ذو لون بني أو دم يجب أن تسارع للكشف عند الطبيب المختص.

 يقال أن مرض السرطان متوارث، هل هناك فحوصات تكشف مدى تعرض المرأة للإصابة بسرطان الثدي؟

في حالة كانت المرأة مصابة بسرطان الثدي سواء” الأم، الخالة، العمة، الأخت…” هناك فحوصات جينية تُقام بالمغرب تمكننا من معرفة ما إذا كانت إحدى النساء من أسرة المريضة ستصاب بالسرطان أو لا ، ويسمى هذا الفحص بـ ”  BRCA1 et BRCA2ويتواجد بالمدن الكبرى كالرباط والدار البيضاء وحاليا يمكن اكتشاف 50 حالة من السرطان قبل أن يصاب  بها الشخص عن طريق فحص الدم  وتسمى” la biopsie liquide”ولكن هذه التقنية لم تُعتمد بعد في المغرب

توصلت إحدى الدراسات أن حليب الألبان يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 80 في المائة، ما صحة هذه الدراسة؟

أظهرت دراسة بانجلترا تخص النساء اللواتي تناولن حليب الألبان إصابتهن بسرطان الثدي، وأكدت الدراسة أن 80 بالمئة من  النساء اللواتي يتناولن الحليب معرضات أكثر للإصابة بسرطان الثدي لأن الحليب يحتوي على مكونات تسبب السرطان للمرأة، لأن المرأة أيضا تنتج الحليب، وفي الوقت ذاته لم تثبت هذه الدراسة مئة بالمئة.

هل ينجح علاج السرطان بالخلايا الجذعية؟

 علاجات الخاصة بالخلايا الجذعية عرفت قفزة نوعية في الميدان الطبي، وتعرف إقبالا كبيرا في الدول الأخرى عكس المغرب، إلى جانب ذلك تعتبر الخلايا الجذعية علاجا فعالا لعدة أمراض، وتساعد على التشبيب، وهناك عدة دول تعتمد الخلايا الجذعية كعلاج للسرطان.

وللتذكير عندما اختار العلماء أول مرة هذا العلاج الذي حصد ثلاث جوائز نوبل كان يُستعمل كعلاج لسرطان دم الأطفال، تم اكتشف أنه يعالج أمراض أخرى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock