آخر أخبارسياسة

بنطلحة الدكالي: المغرب ثاني أكبر مستثمر في إفريقيا والشريك الإقتصادي الأول في غربها

أفاد بنطلحة الدكالي ، أستاذ القانون والعلوم السياسية، بأن  الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى السابعة والأربعين للمسيرة الخضراء، تطرق إلى الدينامية الإقتصادية والإجتماعية التي تعرفها الأقاليم الصحراوية المغربية، مؤكدا جلالته أن الدولة سطرت برنامجا تنمويا مندمجا بالصحراء المغربية بقيمة مالية تفوق 77 مليار درهم من أجل خلق فرص الشغل والاستثمار وتمكين المنطقة من البنيات التحتية والمرافق الضرورية من أجل أن تصبح أرضا للفرص الواعدة، مما يمكن المنطقة من أن تتحول إلى جسر حقيقي للتبادل بين إفريقيا وأوروبا وصلة وصل بين المغرب وعمقه الافريقي.

ويرى المحلل السياسي، بأن هذه الصلة تجسد لا محالة  الطموح المغربي من أجل تطوير اقتصاد المناطق الجنوبية للمملكة عن طريق دعم المشاريع الكبرى التي تنفذ بها، من بينها مثلا مدينة المهن والكفاءات بمدينة العيون، و المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون، ومشروع الطريق السريع الرابط بين تزنيت والداخلة، و الميناء الجديد للداخلة والذي سيكون له تأثير حاسم من خلال هيكلة التراب الجهوي بطريقة مستدامة ومتوازنة مع العلم أن البنية التحتية لهذا الميناء الجديد ستعمل على تعزيز العرض اللوجسيتي وتقديمه كأحد العروض الأكثر تنافسية على الصعيدين الإقليمي والدولي من خلال الاستجابة لاحتياجات حركة الملاحة المستقبلية والمتعلقة بالأنشطة المربحة للقطاعات الإنتاجية.

وأوضح بنطلحة الدكالي، أن  بلادنا تهدف الى إنشاء أكبر ميناء لوجيستي في منطقة غرب إفريقيا، مشيرا إلى أن قد  العاهل المغربي أكد في خطابه على ضرورة أن تشكل الصحراء صلة وصل بين المغرب وعمقه الافريقي، ترسيخا لدور المغرب التاريخي ونظرا لطبيعة العلاقة ما بين المغرب والدول الإفريقية خاصة دول غرب افريقيا.

وفي هذا الإطار تحدث جلالته، أيضا عن خط الغاز نيجريا المغرب والذي يعتبر أكبر برنامج استثماري على مستوى القارة. والذي  يعتبر  مشروع استراتيجي لدول غرب افريقيا كلها سواء من حيث آثاره الاقتصادية المتعددة المستويات بالنسبة لكل البلدان التي سيمر عبرها هذا الانبوب.
وأشار أستاذ العلوم السياسية، أن هذا المشروع يأتي تدعيما لشراكة جنوب جنوب ضمن تطور منسجم مع برنامج تمديد أنابيب الغاز لدول جنوب إفريقيا، وهو من أكبر المشاريع التي يراهن عليها المغرب ودول غرب إفريقيا إذ سينطلق بطول 5560 كيلومتر من نيجريا ثم باقي دول غرب إفريقيا ليمتد إلى المغرب ثم إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط ، ويتوقع بنطلحة، أن ينقل نحو 30 بليون متر مكعب من الغاز سنويا وسيوفر عائدات مالية مهمة للدول المصدرة وسيؤمن وصول الغاز إلى الدول الأوروبية، لاسيما أن تأمين إمدادات النفط والغاز ذو أهمية استراتيجية قصوى على مستوى العالم ، ويحتاج ذلك إلى تكاثف الجهود وتنسيق دولي للحفاظ على انسيابية وتدفق هذه الإمدادات.

وفي سياق متصل يفيد بنطلحة الدكالي، بأن الهندسة السياسية لتوجه المغرب نحو إفريقيا تعرف تحولات كبيرة أشار إليها العاهل المغربي وهي تعطي إشارات سياسية قوية بأن المغرب يراهن على دوره الاستراتيجي في مد جسور التواصل مع بقية الدول الإفريقية في إطار خطة رابح رابح من خلال المشاريع التنموية الكبرى. مما يبرهن بأن المغرب يقدم للسوق الإفريقية الواعدة تجربتها ومعرفتها ونموذجها الاقتصادي الذي يتكيف جيدا مع السياق الأفريقي.

في حين تقوم الرؤية المغربية للعلاقة مع إفريقيا حسب أستاذ القانون، على تعزيز البعد التضامني و على  كون إفريقيا يمكن أن تصنع نفسها بنفسها. و بذلك أصبح المغرب ثاني أكبر مستثمر في إفريقيا والشريك الاقتصادي الأول في غربها وذلك بفضل استقراره السياسي والأمني والاقتصادي، مقارنة مع جيرانه من دول شمال افريقيا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock