آخر أخبارسياسة

هل تتطور الحرب الإسرائيلية الفلسطينية لتصير حربا إقليمية؟ محلل سياسي يجيب “رسالة24”

كلما زادت وحشية الاحتلال في القصف اليومي على قطاع غزة، و الذي بدأ منذ 30 يوما دون توقف، كلما ازدادت معه التخوفات من دخول المنطقة في حرب إقليمية. هذا الطرح ممكن في حالة إذا ما قرر حزب الله أن يتدخل عسكريا معية إيران. الأستاذ الحسين كنون المحلل السياسي يجيب عن سؤال إلى أي حد يمكن أن يتحقق هذا الاحتمال؟ في تصريح لـ ” رسالة 24 “.

يقول الأستاذ كنون إنه إذا ما استحضرنا المتدخلين المباشرين وغير المباشرين فهي تبدو كذلك، فهذه الحرب، ليست كسابقاتها، تبين على أنها تتجه نحو حرب إقليمية، في حالة لم يتدخل المنتظم الدولي وحكماء العالم الفاعلين في صناعة القرار الدولي. و ربما قد تمتد أكثر لنجد أنفسنا أمام حرب عالمية ثالثة، لأن الدول العربية الإسلامية من جهة والدول الغربية التي تدعم إسرائيل من جهة أخرى وإيران لها أجندة خاصة وفق منظورها تحاول من خلاله أن تبسط نفوذ الإسلام الشيعي إلى جانب وجود روسيا التي تظهر على أنها إلى جانب فلسطين ليس حبا في هذه الأخيرة، و إنما ضدا في أمريكا والغرب، و لإحداث ما يسمى ب “توازن الرعب”. ويضيف المحلل السياسي، بكل موضوعية، أن الدول العربية الإسلامية لا تملك العتاد العسكري الكافي للدخول في حرب متوازنة مع الطرف الأخر.

ويضيف أن إيران تملك سلاح نوويا و روسيا هي الأخرى قد لوحت به في الحرب الروسية الأوكرانية، و إسرائيل نفس الشيء. و بالتالي، إذا يمكن لا قدر الله أن تتحول الحرب القائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، و تمتد إلى حرب عالمية ثالثة.

ويدعو الأستاذ كنون عقلاء العالم الإسراع بتوقيف هذا النزيف، لأن عواقب ذلك ستكون وخيمة على البشرية جمعاء. إذ يكفي ما نعيشه اليوم جراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وقبلها كوفيد 19 ، إلى جانب التقلبات المناخية والانقلابات السياسية… و التي تجعل حصة الأسد من المجاعات والتطاحن والجرائم من نصيب الدول الفقيرة، و هو ما سيجر العالم إلى وضع ضد التنمية.

و يرى كنون أننا اليوم أمام نظام عالمي جديد يتشكل. و لا يتشكل على الاحترام المتبادل و لا على الندية بل على ازدواجية المواقف. و قد لاحظنا كيف قدم الغرب ككل المساعدة إلى أوكرانيا و اعتبرها في موقع الدفاع عن النفس، في الوقت الذي يقتل فيه الشعب الفلسطيني اليوم في مجازر فظيعة و يضيفون حالة الدفاع عن النفس إلى إسرائيل.

و يردف كنون بالقول أن التشردم ينخر العالم العربي، و ذلك على مستويين: مستوى الفرق الفلسطينية، و التي ليست على قلب رجل واحد. فحركة فتح پقيادة عباس أبو مازن في واد وحركة حماس في واد آخر، و شاهدنا جميعا كيف صرح رئيس السلطة الفلسطينية إبان قمة السلام، التي انعقدت مؤخرا بالقاهرة، أن السلطة الفلسطينية هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب الفلسطيني. بمعنى أن حركة حماس عنده لا تمثل الشعب الفلسطيني، و كأن لسان حاله يقول: إذا كان هناك مشكل، فاعملوا على حله مع حماس وليس مع الشعب الفلسطيني.

فحركة فتح تعتبر نفسها الممثل الرسمي للشعب الفلسطيني، لأنها هي من عقدت اتفاقية أسلو ما بين إسرائيل وفلسطين في عهد ياسر عرفات، و التي مؤداها قيام الدولتين إسرائيل وفلسطين على حدود 67 عاصمتها القدس الشرقية ليعيشا جنبا إلى جنب في آمن وسلام. إلا أن هذه الاتفاقية لم تفعل لوجود شرخ و تشردم ثان على مستوى الجسم العربي، ولا أدل على ذلك اليوم هو امتناع العراق وتونس عن التصويت على قرار الأمم المتحدة حول هدنة الحرب الإسرائيلية الفلسطينية مؤخرا.

و يخلص المتحدث، في الأخير، إلى أن الدول العربية إذا أرادت أن يكون لها شأن في هذا النظام العالمي الجديد، عليها أن تعمل على بناء اقتصادياتها وتشتغل على عنصرها البشري على مستوى التعليم و الكفاءات والصناعة والتجارة للوصول إلى الأمن القومي، و الذي لا يتحقق إلا بوجود العتاد العسكري والأمن الدوائي والأمن الروحي…في هذه الحالة فقط يمكن أن تسمع لها كلمة. و الشاهد على ذلك وجود المبادرة العربية للسلام و اتفاقية أسلو، و الأمم المتحدة لا تعترف بالأولى في حين تقر بالثانية لأنها وقعت تحت أنظار الغرب بتواجد كل من ياسر عرفات وبيل كلينتون والملك الراحل الحسين و بعض الشخصيات العالمية.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock