يتابعها أزيد من أربعة ملايير شخص ويمارسها نحو مئتين وسبعين مليون شخص. اقتصادها يقدر بنحو سبعة وخمسين مليار دولار بحلول 2026، وترتبط بها خارجيا صناعات وقطاعات مهمة أخرى تتعلق بالسياحة والنقل والاتصالات و الإشهار… إنها كرة القدم التي تدر منافع ومكاسب كثيرة، و التي سيكون المغرب على موعد معها على طول مراحل إنجاز كأس العالم، قبله تهييئا و إعدادا، وخلاله تنظيما وبعد انتهائه. وتؤكد التوقعات أن استضافة المغرب لأمم إفريقيا سنة 2025 ومونديال 2030 من شأنهما تعزيز رصيد المملكة كإحدى أهم الوجهات الآمنة للاستثمار والسياحة. فكيف يستعد المغرب لهذا الحدث الكبير؟
استهل الأستاذ ساري، رئيس المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة، الجواب عن السؤال بأن المغرب بلد التحديات، و التاريخ يشهد على علو كعبه في ذلك من خلال تجاربه السابقة في تقديم الترشيح لهذا الحدث الرياضي العالمي المتميز في المرات العديدة السابقة. فالجميل هو أن المغرب في كل مرة كان يستفيد من الملاحظات التي قدمت له، على اعتبار الفرق الشاسع الذي كان بين أول مرة أقدم فيها المغرب على تقديم ملف الترشح لنيل شرف تنظيم كأس العالم وبين المرة الأخيرة التي حقق فيها ذلك. فمثلا كنا نقتصر في مرحلة أولى على الطريق السيار الذي يربط بين مدينتي الرباط والدار البيضاء، اليوم شبكة الطرق السيارة وصلت إلى 1800 كلم على أمل أن تصل في أفق 2030 إلى 3000 كلم والشبكة السككية على طول 3400 كلم وبزيادة المدن التي سوف تستفيد أكثر، و لا ننسى أيضا القطار الفائق السرعة الذي سوف يمتد إلى أكادير أي بمسافة 1300 كلم. و هكذا، بفضل مراكمة المغرب للتجارب، و تجاوزه التحديات التي اعترضته في المرات السابقة، جعله يقوي بنياته التحتية بشكل كبير.
أما على مستوى الملاعب، أفاد المتحدث على أن المملكة المغربية اليوم تتوفر على مجموعة من الملاعب بمعايير دولية ولعل جوهرة الملاعب العالمية “ملعب بنسليمان” كما اصطلح عليها المتحدث والذي رصدت له ميزانية تقدر بخمسة ملايير درهم وبطاقة استعابية تصل إلى 110 ألف متفرج.
وعطفا على ذلك، يعتبر ساري أن ورش الاستعدادت الذي أطلقه المغرب لاستضافة هذه الأحداث الكروية الهامة لا تقتصر على البنيات التحتية العادية بل أيضا على البنيات التحتية الصناعية بالاشتغال على التسويق الاستثماري، و الذي سيمكنه من أن يكون قبلة سياحية بامتياز، مسخرا في ذلك التكنولوجيا الحديثة للتسويق التي تقوم على الثالوث: ” تاريخ المملكة المغربية الشريفة العريق” و على “الملكية المتجذرة في التاريخ” وعلى ” الشعب المغربي المضياف”، في الوقت الذي تفتقر فيه العديد من الدول التي سبق أن نظمت مثل هذه التظاهرات الرياضية العالمية ذلك.
و يرى ساري أن هناك مجموعة من الامتيازات التي ستمكن المغرب من استقطاب المزيد من السياح واستثمارات أجنبية كبيرة. فاليوم نتحدث عن بلد يعمل وفق مخططات واستراتجيات دولة مستشهدا بكيفية مواجهة المغرب لمشكلة المياه بوضع مخطط 2020 – 2050.
ويرى المتحدث على أنه لا ينبغي الاقتصار على المجال الرياضي. بل، بجب الانفتاح أكثر على عدة امتيازات تمس العديد من المجالات الأخرى سواء على المستوى الاجتماعي فيما يخص ميدان التشغيل، وذلك بانشاء مجموعة من المقاولات وعلى مستوى القيمة المضافة الاقتصادية. مستدركا القول بالحديث عن دور المجتمع المدني والإعلام في المساهمة في هذا المشروع الكبير، والذي عنوانه نهضة المغرب الذي يعتبر فرصة سانحة لتحقيق معدلات نمو أكبر مما قد يحققه مخطط النموذج التنموي.