لم تعد الأسر المغربية تعيش فرحة عيد الأضحى كما كانت سابقا، بسبب الأسعار المرتفعة التي أثقلت كاهل المواطن المغربي الذي يعيش حاليا بين مطرقة عيد الأضحى وسندان العطلة الصيفية،مما يعمق معاناة الأسر المغربية، التي تكابد من أجل تغطية المصاريف القارة، في حين تبقى المصاريف الموسمية عبئا ثقيلا يجبرهم على اللجوء للقروض.
وفي خضم الغلاء الذي يعرفه سوق المواشي بمناسبة عيد الأضحى، يرى محمد جذري المحلل الاقتصادي، أن القدرات الشرائية للمواطنين متدهورة جراء الموجة التضخمية التي عرفها المغرب منذ شهر أبريل لسنة 2021، والتي لم يشهدها منذ أكثر من عشرين سنة، بالتالي ذوي الدخل المحدود والطبقة المتوسطة، بالكاد يستطيعون تدبر مصاريفهم الشهرية بصعوبة كبيرة.
ويرى جدري، أن تزامن عيد الأضحى والعطلة الصيفية، ستجعل مجموعة من الأسر ذوي الدخل المحدود، الإستغناء عن العطلة الصيفية التي سيليها مباشرة الدخول المدرسي. مشيرا أن عيد الاضحى من الصعب تجاوزه بسبب العوامل الثقافية والمجتمعية، ولهذا ستتجه لا محالة أغلب الأسر للقروض سواء لتوفير أضحية العيد أو للسفر خلال العطلة الصيفية.
ويرجح المحلل الإقتصادي أن مجموعة من الأسر المغربية خاصة من الطبقة المتوسطة ليس بإمكانها السفر حتى لبضعة أيام، لأن الدخول المدرسي تلزمه مصاريف عديدة لا يمكن توفيرها.
ويعزي المتحدث أسباب الازمات المالية التي تمر بها جل الأسر المغربية، لمشكل الجفاف الذي يشهده المغرب منذ سنوات والذي أثر بشكل كبير على الاقتصاد الوطني وأيضا على الفلاحة بدرجة أساسية.
بالإضافة إلى المنظومة التسويقية التي يتخللها مجموعة من الوسطاء والمضاربين والمحتكرين الذين يقتاتون من أزمات المغاربة، وهذا ما تم ملاحظته خلال اقتناء أضحية العيد من قبل جل المغاربة، والتي يتراوح ثمنها مع الأسف ما بين 4000 درهم و 5000 درهم، في حين ثمنها الأصلي لا يتعدى 2500 درهم في حال لم يتدخل الوسطاء والمحتكرين الذين يغزون السلسلة التسويقية.
وفي هذا الإطار يطالب جدري الحكومة بضرورة بإعادة النظر في المنظومة التسويقية، وتقنين مجموعة من المهن وأيضا تحديد التاجر الكبير والمتوسط داخل السوق، موضحا أن بعض “الشناقة” يقتنون أربعة أكباش ويعيدون بيعها في نفس السوق بضعف الثمن للمستهلك. ولهذا يجب أن تتم مراقبة الاسواق من قبل أعوان السلطة لوقف هذا التضارب في الأسعار، بالاضافة إلى ذلك يجب خلق فرص شغل لشباب، لان القدرات الشرائية للمواطنين والمواطنات أصبحت متدنية.
