بمجرد الإعلان عن نتائج الجولة الثانية النهائية من الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة مساء الأحد الماضي، تنفس المهاجرون بفرنسا الصعداء بعد فوز الجبهة الشعبية الجديدة بالمركز الأول بـحصيلة 182 مقعدا في الجمعية الوطنية. وكان قلق كبير قد خيم على المهاجرين في الجولة الأولى التي أفرزت تقدم اليمين المتطرف. فمالذي كان يخيف المهاجرين من فوز هذا الأخير؟
لقد توعد اليمين المتطرف بطرد المهاجرين من فرنسا باعتبارهم عالة عليها.بما في ذلك من يشغلون مناصب كبيرة فيها. وفي هذا الصدد، يقول خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية في تصريح لـ”رسالة 24″ إن الوعود السياسية التي تقدمها الأحزاب اليمينية في كل البلدان الأوروبية تركز على ملف الهجرة. فهي في فرنسا، وعدت الفرنسيين بالحد منها، وجعلها أكثر انتقائية، والحرص على ترحيل المهاجرين غير القانونيين الذين لن تكون فرنسا بحاجة إليهم خاصة في خضم الظرفية الاقتصادية التي تعيشها اليوم. ولأ يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تعد أيضا بقطع دابر الهجرة من مصدرها، وذلك بالتعامل مع الدول أكثر تصديرا للمهاجرين كدول شمال افريقيا كالجزائر والمغرب وتونس.
ويعتبر المتحدث أن التعامل مع ملف الهجرة لا يستدعي الطريقة التي كان اليمين مزمعا على تفعيلها في حالة نجاحه بل لا مفر في ذلك من الدبلوماسية.
وبالرغم من أن اليمين المتطرف يؤكد على الجانب الهوياتي والثقافة والدين في معركته الانتخابية أكثر من تركيزه على الأداء الاقتصادي، إلا أن اليسار الفرنسي قلب الطاولة على التجمع الوطني اليميني وحلفاؤه، وأدخل التحالف الرئاسي في حسابات أخرى وأبان على أن المشهد السياسي الفرنسي يعيش ارتباكا منذ إعلان الرئيس الفرنسي ماكرون حل البرلمان.
يذكر أن المهاجرين العرب يعيشون حالة من التوتر في فرنسا منذ المصادقة بشكل نهائي من طرف البرلمان الفرنسي على مشروع قانون مثير للجدل حول قضايا الهجرة. واعتبروا أن هذا القانون عنصريا يعيق تكريس مبدأ التعايش والانسجام.