منذ صباح السبت، وبعد انتشار خبر اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، بدأت تعليقات المحللين السياسيين، من كل حدب وصوب، للتنقيب بين طيات خبر الاغتيال عن حيثيات هذا الحدث الذي يعد أكبر عملية اغتيال نوعية منذ الحرب الأولى على لبنان. وعن كيفية تنفيذ إسرائيل سلسلة الاغتيالات النوعية بدءا من إسماعيل هنية قائد حماس سابقا.
وفي هذا السياق، يرى خالد الشيات أستاذ العلاقات الدولية أن عملية اغتيال الرجل الأول لحزب الله لم تكن مفاجئة، وذلك باعتبار مجموعة من العوامل تصب كلها في ما يسمى بالنجاحات الاستخباراتية الإسرائيلية التي تمكنت من اغتيال العديد من القادة الإيرانيين بمن فيهم رئيس الجمهورية وقيادات في الحرس الثوري، ناهيك عن قائد حماس إسماعيل هنية. وهذا ان دل على شيء فإنه يدل على أن الكفة لم تكن في صالح حزب الله وايران.
ويعتقد المحلل السياسي أن هناك عامل آخر، والمتمثل في انكشاف خطة حزب الله الاستراتيجية في شمال إسرائيل عسكريا. فالضربات التي قام بها حزب الله لم تكن في جبهات مباشرة ولا صالحة لأي شيء. هكذا، كانت قراءة الإسرائيليين لقدرات حزب الله جيدة ولمداخل الفشل الممكنة، والتي تم استغلالها في هذا الجانب .
ويستبعد الأستاذ شيات وجود أي صفقة أمريكية إيرانية في تصفية هؤلاء القادة. فإيران لم تكن قادرة على الرد عند اغتيال إسماعيل هنية، لكن هذا لا ينفي أن هناك جزء داخل إيران خطط لهذا الامر، ويريد تغييرات على مستوى جبهة المجابهة مع اسرائيل تأجيلا لحرب إقليمية ومباشرة في المنطقة، هذه الجهة تظل مجهولة ونجهل معها الوسيط.
ويصف المتحدث السياسي أن ما تعرض له حزب الله مؤخرا ليس بالأمر العادي الطبيعي بل لا بد أن أياد إيرانية خفية ساهمت في ذلك. وهذا يدل على ان هناك تناقضات داخل إيران وتحولات ربما يتم التخطيط لها على المستوى الاستراتيجي في الداخل وهو الذي يعكس هذا التوجه الذي حدث مؤخرا على المستوى الإقليمي وتراجع إيران في السعي نحو حرب مباشرة مع إسرائيل.
وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت تمكنه من اغتيال نصر الله، في غارة جوية ليلة الجمعة، شنتها مقاتلات إسرائيلية من طراز “إف-35” على موقع بمنطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية، المعقل الرئيسي لحزب الله، ولاحقا أعلن حزب الله صحة الخبر.