
أكد مصطفى بنرامل، الخبير البيئي ورئيس جمعية المنارات الأيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، أنه من غير المحتمل أن يتعرض المغرب لإعصار بحجم أو شدة إعصار “ميلتون”، الذي يعد من الأعاصير المدارية التي تضرب السواحل الأطلسية للولايات المتحدة أو منطقة الكاريبي.
وأوضح أن الأعاصير المدارية تتشكل عادة في المناطق الإستوائية، حيث تكون مياه المحيطات دافئة بدرجة 27 مئوية أو أكثر، ما يساعد على نموها وتطورها.
وأشار الخبير إلى أن المغرب يقع في منطقة شمالية بعيدة عن المناطق المدارية، كما أن درجات حرارة المياه في المحيط الأطلسي بالقرب من المغرب ليست دافئة بما يكفي لدعم تطور أعاصير قوية كتلك التي تحدث في خليج المكسيك أو منطقة الكاريبي، ومع ذلك يمكن أن يتعرض المغرب لعواصف قوية ناجمة عن تأثيرات مناخية مثل العواصف الأطلسية أو المتوسطية، والتي قد تسبب أمطارا غزيرة ورياحا عاتية، لكنها ليست بقوة الأعاصير المدارية.
وأضاف بنرامل، أن تغير المناخ العالمي قد يؤدي إلى تغير بعض الأنماط المناخية غير أن المغرب لم يسجل حتى الآن أي إعصار مداري مشابه لتلك الأعاصير القوية التي تحدث في أميركا الشمالية.
وحول تأثير الأعاصير على مستوى البحر، أوضح أن ارتفاع مستوى البحر والأمواج العاتية المصاحبة للأعاصير يمكن أن يؤدي إلى فيضانات ساحلية تؤثر بشكل كبير على السواحل. فالرياح القوية تدفع مياه البحر نحو الشاطئ، ما يسبب فيضان المناطق الساحلية، وهذه الظاهرة تعرف بـ”العاصفة العاتية”، كما أن الأمواج العاتية الناجمة عن الأعاصير تتسبب في تآكل الشواطئ مما يؤدي إلى تدمير الحواجز الطبيعية التي تحمي المناطق الساحلية. وقد يؤدي هذا التآكل إلى تقليص مساحة الشواطئ وتدمير البنية التحتية، بما في ذلك المنازل والطرق والمرافق الساحلية الأخرى.
كما أشار الخبير إلى تأثيرات أخرى مثل غمر الأراضي الزراعية بالمياه المالحة، مما يضر بالنظم البيئية الساحلية ويزيد من ملوحة المياه الجوفية وبين أن ارتفاع مستوى البحر قد يؤدي إلى اختفاء أجزاء من المدن الساحلية، خاصة تلك الواقعة في المناطق المنخفضة بسبب الفيضانات المستمرة وتآكل السواحل وتدمير البنية التحتية.
أما عن إعصار “ميلتون” الذي ضرب ساحل خليج فلوريدا، فقد أوضح بنرامل أنه وصل إلى اليابسة كإعصار من الفئة الثالثة، بعدما تراجعت قوته من الفئة الخامسة نتيجة لتأثير الجبهات الباردة والرياح العلوية. ومن المتوقع أن يضعف تدريجيا مع دخوله اليابسة حيث سيفقد خصائصه المدارية بالكامل خلال الأيام القادمة، ومع ذلك، ما زالت الأمطار الغزيرة والرياح القوية تشكل تهديدا كبيرا في وسط وجنوب فلوريدا، مع احتمالية حدوث فيضانات بسبب تلاقي الأمواج العاتية مع الأمطار الغزيرة على السواحل والمناطق الداخلية.
أوضح المتحدث بنرامل أن إعصار “ميلتون” الذي اجتاح ساحل خليج فلوريدا، وصل إلى اليابسة كإعصار من الفئة الثالثة، وقد شهد الإعصار بعض التغيرات في مساره وقوته نتيجة تأثيرات جوية متنوعة، بعد أن بلغ ذروته كإعصار من الفئة الخامسة في وقت سابق بدأ يتأثر بجبهات باردة ورياح علوية مما أدى إلى انخفاض قوته إلى الفئة الثالثة عند وصوله إلى اليابسة. وقد ساعدت هذه الجبهات الباردة في منع الإعصار من التوجه نحو الغرب، مما دفعه نحو وسط وشمال فلوريدا بدلاً من السواحل الغربية مثل تكساس.
ومن المتوقع أن يستمر إعصار “ميلتون” في التراجع بعد دخوله اليابسة، حيث سيبدأ في الضعف تدريجيا بسبب الاحتكاك مع الأرض واندماجه مع أنظمة الطقس الأخرى، ومن المحتمل أن يفقد خصائصه المدارية بالكامل خلال الأيام القادمة أثناء تحركه نحو المحيط الأطلسي.
وعلى الرغم من هذه التغيرات لا تزال الأمطار الغزيرة والرياح العاتية تشكل تهديدا كبيرا في وسط وجنوب فلوريدا مع احتمالات حدوث فيضانات عارمة نتيجة تلاقي الأمواج القوية مع الأمطار الغزيرة على السواحل والمناطق الداخلية لذلك، تبقى المخاطر كبيرة من الفيضانات والعواصف حتى بعد تراجع شدة الإعصار.