
يعتبر سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعا بين النساء عالميا، وقد شهدت السنوات الأخيرة تطورات ملحوظة في تشخيصه وعلاجه،حيث تضمنت هذه التطورات تحسينات في أساليب التشخيص المبكر، وساهمت العلاجات الموجهة في تحقيق تقدم كبير في مجال فهم الخصائص الجزيئية للخلايا السرطانية، ما يسمح باستهدافها بدقة أكبر وتقليل التأثيرات الجانبية مقارنة بالعلاجات التقليدية.
في هذا الحوار سيخصنا الدكتور مصطفى السويح، أخصائي في جراحة الأورام السرطانية، وخبير في الطب التجديدي والعلاجات بالخلايا الجذعية، بأحدث التقنيات المتاحة حاليا بالمغرب والتي تساعد على الكشف المبكر عن سرطان الثدي على جانب البروتوكول المعتمد بالمغرب.
كيف يتم تصنيف سرطان الثدي حاليا؟
يحتل سرطان الثدي المرتبة الأولى في عدد الإصابات، تصاب به امرأة من بين كل عشر نساء ويصيب أيضا الرجال بمعدل أقل من 1بالمئة من حالات سرطان الثدي وكلما اكتشف مبكرا كانت فرص نجاح العلاج أكبر لذلك، يجب على السيدات إجراء الفحوصات بانتظام، كما ينصح بإجراء الفحوصات السريرية والتصوير” mammographie échographie mammaire ” بالإضافة إلى ذلك من المهم تجنب بعض العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة.
هل يمكنك أن تخبرنا عن التطورات الحديثة في مجال العلاج المناعي لعلاج سرطان الثدي؟
تختلف العلاجات من مريضة لأخرى بناء على أنواع سرطان الثدي، قد يوصف لبعض المريضات العلاج الكيميائي أولا ثم الجراحة والعلاج الإشعاعي، بالإضافة إلى العلاج الهرموني وفي حالات أخرى قد تبدأ المريضة بالجراحة ثم تتبع علاجات أخرى، وهناك حالات خاصة لا يوصى فيها بالعلاج الكيميائي، حسب نوع السرطان ومرحلة تطوره.
أما العلاج المناعي، فهو تطور حديث “تم استخدامه منذ ” 2018″. ويتميز بفوائد مهمة إذا كانت هناك ضرورة طبية، ويتطلب هذا العلاج تحاليل خاصة لتحديد ما إذا كان مناسبا للمريضة، إلى جانب ذلك يجب مراعاة أن كل حالة تدرس بعناية وفقا لنوع السرطان وخلفية المريضة سواء كان ذلك لأسباب عائلية أو وراثية، أو تمركز انتشار المرض في الثدي أو في أعضاء أخرى.”
كيف تحددون الخطة العلاجية لمريضة سرطان الثدي؟
عندما يتم تشخيص السرطان، تكون المريضة قد أجرت الماموغرافيا أو الإيكوغرافي خصوصا النساء صغيرات السن، تؤخذ العينة من قِبل جراح أخصائي في السرطان أو أخصائي في الأشعة ثم ترسل إلى طبيب التشريح، وبمجرد التأكد من وجود السرطان يطلب إجراء أشعة وتحاليل دم للتأكد مما إذا كانت هناك أعضاء أخرى قد تأثرت بالسرطان، بناء على هذه المعطيات يتم وضع خطة علاجية من قبل مختصين في هذا المجال “الجراح وطبيب الأنكلوجيا.” بعد انتهاء العلاجات يتم متابعة كل حالة وفق بروتوكول خاص بها، لضمان تقديم الرعاية المناسبة.
ما هي أحدث التقنيات المستخدمة في تشخيص سرطان الثدي في مراحله المبكرة؟
أقدم تقنية والتي تظل الأحدث في جميع الأوقات هي فحص السيدات لثدييهن بأنفسهن، هذه العملية سهلة ومهمة. بعد ذلك تأتي تقنية” la mammographie numérique” والتي تعد من الوسائل الأساسية في الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
في بعض الحالات تصاب نساء أصغر سنا بسبب العامل الوراثي أي وجود حالات سرطان في العائلة “كالأم أو الأخت أو الخالة أو… ، ولهذا ينصح بإجراء تصوير الرنين المغناطيسي للثدي “IRM mammaire” كوسيلة إضافية لتشخيص المرض مبكرا.
ما هي التقنيات الجديدة المستخدمة في الجراحة المتعلقة بسرطان الثدي؟
العوامل التي تؤخذ بعين الاعتبار لاختيار العلاج المناسب، هي حجم الورم:هل أقل من 2 سنتيمتر أو أكثر؟ إلى جانب فحص الغدد اللمفاوية La palpation de ganglions lymphatiques axillaires تحت الإبط، تحديد موضع الورم هل قريب من الحلمة أم بعيد عنها؟ وأيضا تحديد نوع الورم، أحادي البؤرة”Unifocale” أم ثنائي البؤر “Bifocale” أم متعدد البؤر “Multifocale”؟
وتحديد أيضا مدى استجابة الورم لاختبار الـHercept-test، وأيضا تحليل Ki-67: قياس مستوى هذا المؤشر، وقياس مستقبلات الهرمونات هل إيجابية أم سلبية؟ وأيضا الاختبارات المناعية النسيجية “Immunohistochemistry” وتحديد الحالة الصحية للمريضة هل تستطيع تحمل العلاجات الكيميائية أم لا؟
ما هي الابتكارات المستقبلية التي تتوقع أن تحدث ثورة في علاج سرطان الثدي خلال السنوات القادمة؟
- 1. العلاج بالخلايا الجذعية “Stem CellsTherapy” وهو نهج مبتكر يهدف إلى استغلال قدرة الخلايا الجذعية على التجدد وإصلاح الأنسجة التالفة.
- العلاج بالتبريد “Cryotherapy”وهي تقنية تستخدم درجات حرارة منخفضة لعلاج الأورام والتخفيف من الآلام.
- الخلايا القاتلة الطبيعية “Natural Killers” وهو نوع من الخلايا المناعية التي تلعب دورا حيويا في مكافحة الأورام والعدوى.
الأجسام المضادة ” Antibodie” وهي جزئيات بروتينية مصممة لإستهداف ومهاجمة الخلايا السرطانية بدقة
الهندسة الوراثية ” Genetic Engineering” تهدف أساسا هذه الإستراتيجية العلمية إلى تعديل الجينات لعلاج الأمراض وتحسين الاستجابة العلاجية.
هل يمكن للنساء اللواتي إستأصلن الثدي بسبب السرطان، إعادة بناء ثدي جديد عن طريق عملية التجميل؟
بالطبع، ترميم الثدي بعد الاستئصال له تأثير إيجابي كبير على الحالة النفسية للمريضة ويساهم أيضا في تعزيز العلاقات الأسرية خاصة فيما يتعلق بالعلاقة الزوجية.
هناك نوعان أو ثلاثة من الخيارات المستخدمة لترميم الثدي والتي يتم تطبيقها من قبل الأخصائيين في جراحة الأورام أو أطباء التجميل المتخصصين.