تغير مفهوم الزواج والعلاقات بفضل انتشار برامج المواعدة، هذه البرامج أحدثت ثورة في كيفية التقاء الأشخاص واختيار شريك الحياة، مما أدى إلى تغييرات جوهرية في القيم والمفاهيم التقليدية للزواج. حيث أصبحت المواعدة الرقمية وسيلة شائعة وجزءا لا يتجزأ من حياة الأفراد في العديد من المجتمعات سواء الأوروبية أو العربية.
أحدث برنامج “الحب أعمى حبيبي” على منصة “نتفليكس” ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتباينت ردود فعل الجمهور حول الحلقات الأولى، فمنتقدين وجدوا أن فكرة البرنامج منافية لتقاليد وأعراف الزواج العربية، ويثير البرنامج الكثير من التساؤلات حول طبيعة العلاقات العاطفية الحديثة ودور التكنولوجيا والبرامج الواقعية في تشكيل مفاهيم قوية حول الزواج.
يستعرض البرنامج وجهات نظر المشاركين حول مؤسسة الزواج وما تعنيه لهم، حيث يظهر بعضهم انفتاحا على مفاهيم جديدة تتجاوز الأساليب التقليدية بينما يفرض البعض الآخر شروطا قد تبدو تعجيزية لقبول الزواج على سبيل المثال، إحدى المشاركات أكدت استعدادها للزواج بشرط أن يلبي شريكها جميع متطلباتها الباذخة، مما يعكس التحديات التي قد تواجه هذه العلاقات، بناءا على انتقادات المشاهدين يمكن القول أن مثل هذه البرامج لا تعكس واقع الزواج، لأن العلاقات التي تبنى بالبرنامج تتشكل خلال فترة زمنية قصيرة جدا لا يمكن أن تتيح للمشاركين فهم بعضهم البعض.
يمكن القول أنه الرغم من التأثيرات الحديثة، لا يزال العديد من الأشخاص يفضلون القيم التقليدية في الزواج، مثل الإلتزام والاحترام المتبادل التي تعتبر ركائز العلاقة الزوجية، ويمكن أن تمثل برامج المواعدة حلقة وصل بين الأسلوب التقليدي والحديث في التعارف، مما يسمح للأفراد بتبني قيم جديدة مع الحفاظ على الجوانب المهمة للعلاقات التقليدية.
يذكر أن فكرة البرنامج تتمحور حول اختبار مفهوم الحب والتواصل بين الأشخاص، بعيدا عن المظاهر الجسدية والتفاعلات السطحية. يقوم المشاركون في البرنامج بالتعرف على بعضهم البعض من خلال محادثات غير مرئية، حيث لا يمكنهم رؤية شكل بعضهم، بل يعتمدون فقط على التواصل العاطفي والعقلي لبناء علاقة.