مديرة دار زهور ل”رسالة 24″: هدفنا هو تجويد حياة مريضات سرطان الثدي
تعد جمعية “دار الزهورDAR ZHOR من جمعيات المجتمع المدني النشيطة في دعم مريضات سرطان الثدي، ورائدة في تقديم التوعية والتحسيس اللازمين لمواجهة هذا المرض. رسالة الأمة تواصلت مع القائمة على شؤون دار الزهور ” ماجدة الغربي “، والتي خصتنا بالحوار الآتي
تركزون في حملة هذه السنة على التحسيس الرقمي. ما مدى أهميته في توعية النساء بمرض سرطان الثدي؟
نعتمد على الشبكة الرقمية في حملاتنا التحسيسية لإيصال كافة المعلومات لأكبر عدد ممكن من النساء عموما والمعنيات بسرطان الثدي خصوصا. فبفضل الشبكة الرقمية، تمكنا في السنة الماضية من تحقيق ما يناهز خمسة ملايين مشاهدة للحملة التحسيسية، ونطمح هذه السنة للوصول إلى عشرة مليون مشاهدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. هذه العملية يسند عضدها الأخصائيين الذين يشتغلون مع دار الزهور، والذين يقومون بدور فعال في تبسيط المعلومات المرجوة بطريقة مبسطة والحرص على سلاسة التواصل، واضعين نصب أعيننا الكشف المبكر والتعرف على الأعراض، وكذا العلاجات المتوفرة والعوامل الوراثية المحفزة لظهور المرض، وذلك باللغات الثلاث العربية والفرنسية والأمازيغية لتصل لأكبر شريحة ممكنة من النساء.
إلى أي حد بلغ مستوى الوعي بالكشف المبكر للمرض عند النساء المغربيات؟
حقيقة، ومن خلال الجمعية، لمسنا نقصا في المعلومات التي تهم سرطان الثدي. وذلك راجع إلى عدم قيام النساء بالكشف المبكر، وعدم الاهتمام بالإقبال على الطبيب المختص عند بلوغهن سنا معينا. فأغلبية المريضات اللواتي تقبلن على الجمعية، كن يجهلن مسألة مراقبة الثدي، وزيارة الطبيب بصفة منتظمة. فبالنسبة إليهن، عدم ظهور عقد لمفاوية بالثدي دليل على عدم إصابتهن بالمرض. وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على نقص على مستوى التوعية والتحسيس. وهذا هو الدور الذي أخدته “دار الزهور” على عاتقها.
كيف تعمل “دار زهور” على تعزيز أنشطتها التوعية؟
إلى جانب الحملة السنوية التي دأبت الجمعية على تنظيمها، تحرص الجمعية على تنظيم حملات شهرية تخصص نوع محدد من السرطانات. وتتوسل الجمعية، بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وسائل الإعلام المعهودة للمساعدة في تعزيز مختلف المبادرات. وتسهر الجمعية على برمجة حملات تحسيسية ميدانية للموظفات والمستخدمات رفقة أخصائيين في علاج الأورام وأمراض النساء والطب الاشعاعي، وتمكين النساء حسب إمكانيات الجمعية الاستفادة من الكشف المبكر عبر حصص التوعية التي تنظمها الجمعيات في أحياء تضم نساء في وضعية هشاشة.
انطلاقا من تجربتكم ومجهوداتكم الحثيثة في هذا الميدان، كيف يمكن تحسين جودة حياة المصابات بسرطان الثدي؟
إن تحسين جودة حياة المصابات بسرطان الثدي هو من أسمى الأدوار الأساسية التي تحرص عليها جمعية ” دار زهور “. فالجمعية توفر برنامج مرافقة حميمية للمصابات بالسرطان أثناء رحلة علاجهن، ورعايتهن في مرحلة مابعد العلاج. هذا البرنامج، يساعدهن على تقبل المرض ثم التعايش معه بهدف التقليل من الأعراض الجانبية لحصص العلاج الكيميائي و ” الراديو تيرابي “، إضافة إلى تزويدهن بالنصائح التي تهم التغذية السليمة والصحية والوقوف إلى جانبهن لتجاوز القلق والتعب. ويتم ذلك عبر أربعة مستويات من جوانب الدعم النفسي، وهي الأنشطة الرياضية المخصصة، وحصص الارتخاء والاعتناء بالذات إلى جانب حصص مع أطباء أخصائيين في التغذية. فطبيا، يعتبر الرفع من معنويات المريض حافزا إيجابيا يقوي مناعته، والذي سينعكس على الرفع من حظوظ نجاح العلاج الطبي.
كيف تقيمون جهود مكافحة سرطان الثدي بالمغرب إلى اليوم؟
لا يمكن أبدا التقليل من أهمية المواكبة المالية في هذه الأنواع من الأمراض. فالجمعية، ورغم أن المساعدة المادية ليست من مهامها، تتلقى طلبات المساعدة الكثيرة في العلاجات. فبالرغم من الجهود المبذولة لتعميم التغطية الصحية، إلا أن المواطن بصفة عامة لا يزال يعاني من تكاليف العلاجات الباهظة.