نشرت شركة “مايكروسوفت” الأربعاء نتائجها للربع السنوي التي فاقت توقعات السوق، ويعود الفضل في ذلك مجددا إلى الحوسبة من بعد (السحابة) والإقبال على الذكاء الاصطناعي، لكن البعض يشعر بالقلق من تكلفة تطوير هذه الخدمات.
وبعدما ارتفع سعر سهم “مايكروسوفت” في البداية، عاد ليتراجع، ففي التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة وول ستريت، انخفض بأكثر من 4%. وبلغ صافي الربح للربع المالي الأول للشركة “يوليوز إلى شتنبر ” 24,7 مليار دولار، مسجلا زيادة بـ11% على أساس سنوي، بحسب بيان للشركة.
ووصل سعر سهم الشركة إلى 3,30 دولارات، وهو أفضل من 3,10 دولارات التي توقعها المحللون، بحسب إجماع توصلت إليه “فاكت سيت”. وكما هي الحال في الأرباع السابقة، كانت نتائج المجموعة مدفوعة بـ”السحابة”، أي خدمات الحوسبة من بعد التي تقدمها لزبائنها، وخصوصا الشركات التي تلجأ إلى هذه الخدمة لتخزين وإدارة بيانات تكنولوجيا المعلومات الخاصة بها. وارتفعت إيرادات السحابة بنسبة 22% على أساس سنوي، في وتيرة أسرع مما كانت عليه في الربع السابق (+21%).
وسجلت منصة “أزور” التي يستخدمها زبائن “السحابة”، زيادة في النمو (+33%)، أعلى مما سجل بين أبريل وحزيران/يونيو. وفي المجمل، ارتفعت إيرادات “مايكروسوفت” بنسبة 16% لتصل إلى 65,6 مليار دولار.
وأشار المحلل في شركة “هارغريفز لانسداون” مات بريتزمان إلى زيادة بـ12%، وهي نسبة أتت أعلى من التوقعات، في قسم الإنتاجية والأدوات المهنية الذي تدمج خدماته الذكاء الاصطناعي في عروضها.
ورأى بريتزمان أن هذا “يدعم الفرضية القائلة بأن مشغلي السحابة الكبار في وضع جيد للاستفادة من الطلب على الذكاء الاصطناعي”. ونقل بيان الشركة عن رئيسها التنفيذي ساتيا ناديلا، قوله “إننا نكتسب زبائن جددا نساعدهم في استخدام منصاتنا وأدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بنا لتحقيق نمو وهوامش تشغيل”. اكتسبت المجموعة خلال هذا الفصل من السنة، مليوني زبون أ ضيفوا إلى مجموعة المشتركين في برامج “مايكروسوفت 365” الخاصة بها، والتي يبلغ إجمالي مستخدميها راهنا 84,4 مليونا.
وركزت الشركة قدرات الذكاء الاصطناعي التوليدي في المساعد الافتراضي “كوبايلت” Copilot، الذي يتيح لمستخدمي “مايكروسوفت 365” المشتركين في هذه الخدمة، إنجاز مهام معينة بسرعة أكبر، ونمو الأرباح بوتيرة أقل من حجم المبيعات، يرجع إلى الوتيرة المحمومة في معدل زيادة التكاليف (+23%). وبررت مايكروسوفت ذلك بتأثير الاستحواذ على الشركة الناشرة لألعاب الفيديو “أكتيفيجن”، ضمن صفقة تمت قبل عام، وكذلك بالاستثمارات في “السحابة”.
وفي هذا الربع وحده، أنفقت شركة تكنولوجيا المعلومات العملاقة 20 مليار دولار على “السحابة” والذكاء الاصطناعي. وأشارت الشركة إلى أن هامش الربح الإجمالي لها في القسمين بما فيهما “السحابة” انخفض قليلا بسبب نشر قدرات جديدة للذكاء الاصطناعي.
وقال المحلل في شركة “اي ماركتر”جيريمي غولدمان، في مذكرة، إن المجموعة “تنفق الأموال لبناء بنيتها التحتية” المخصصة للحوسبة من بعد، “لكن العائد على الاستثمار يبدو وكأنه وعد أكثر من كونه حقيقة”. وفي هذا الصدد، تتناقض حسابات “مايكروسوفت” مع حسابات “ألفابيت” التي نشرت الثلاثاء، إذ ارتفعت الأرباح التشغيلية المتأتية من نشاط الحوسبة للشركة الأم لغوغل سبع مرات.
وأشارت المديرة المالية إيمي هود خلال مؤتمر عبر الهاتف خصص لعرض النتائج، إلى أن الاستثمارات ستتسارع بشكل أكبر خلال الربع الحالي وأن الهوامش ستكون أقل من التي س جلت خلال الفترة نفسها من العام الفائت.
وتسبب حديث هود بتوتر في السوق، خصوصا وأن المديرة تحدثت عن توقعات في النمو أقل استدامة مما كانت عليه خلال الربع السابق في قسم الإنتاجية والأدوات المهنية.
وأكد جيريمي غولدمان أن “الشركات لا تزال تقي م ما إذا كانت أدوات الذكاء الاصطناعي هذه تبرر التكاليف المرتفعة لكل مستخدم”، مضيفا “طالما أن الشركة لم تثبت أن رهانها على الذكاء الاصطناعي سيحرك مؤشر النتائج بشكل كبير، فإن مايكروسوفت معرضة لرياح معاكسة”.