بعثت حوادث الطيران المتكررة خلال أسبوع واحد القلق عند عموم المسافرين حول العالم، متسائلين عن العوامل التي تقف وراء هذه الحوادث المميتة، والتي أسفرت عن مقتل 229 مسافر في كل من أذربيجان وكوريا الجنوبية والبرازيل.
و تعد حوادث الطيران من أكثر المواضيع حساسية في صناعة النقل الجوي، نظرا لما لها من تأثيرات على الأرواح والاقتصاد وحتى سمعة شركات للطيران. وتعدد الأسباب التي تقف وراء حوادث الطيران المأساوية. أبرزها يرتبط بالعامل البشري، والذي يعده خبراء الطيران من الأسباب الرئيسية لحوادث الطيران رغم التطور التكنولوجي في صناعة الطيران. فهذا السبب هو الأكثر شيوعًا، حيث يساهم بنسبة كبيرة في معظم حوادث الطيران. ومن أمثلة أخطاء الطيارين، اتخاذ قرارات خاطئة في حالات الطوارئ، أو عدم اتباع الإجراءات الصحيحة، أو الإرهاق. أما أخطاء المراقبين الجويين فتشمل: إعطاء تعليمات خاطئة للطائرات، أو عدم الانتباه لحركة الطائرات في الجو.
وتأتي الأعطال التقنية ثانية، وتشمل الأعطال التي تحدث في الطائرة نفسها، مثل أعطال المحركات، أو أنظمة التحكم، أو الأجهزة الإلكترونية. وعلى الرغم من التطور الكبير في صناعة الطائرات، إلا أن الأعطال التقنية لا تزال تحدث وتتسبب في بعض الحوادث.
أما العوامل الأخرى، فهي بالأساس جوية. وتشمل الظروف الجوية السيئة، مثل العواصف الرعدية، والرياح القوية، والضباب الكثيف، والجليد. وتؤثر هذه العوامل على قدرة الطائرة على التحليق بأمان، وقد تتسبب في فقدان السيطرة عليها.
وعطفا على هذه الأسباب، هناك التخريب المتعمد: ويشمل الأعمال الإرهابية، أو الأعمال التخريبية الأخرى التي تستهدف الطائرات. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الحوادث نادر الحدوث، إلا أنه يشكل تهديدًا حقيقيا. ناهيك عن أسباب أخرى تشمل أخطاء في التصميم، أو في إجراءات السلامة، أو في البنية التحتية للمطارات.
ويشير الخبراء إلى أن معظم حوادث الطيران تنتج عن تضافر عدة عوامل معًا، وليس عن سبب واحد فقط. لذلك، فإن التحقيق في حوادث الطيران يكون دقيقًا وشاملاً، ويهدف إلى تحديد جميع الأسباب التي أدت إلى وقوع الحادث، وذلك من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرارها في المستقبل.
ويُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُساهم بشكل كبير في الحد من حوادث الطيران ، حسب خبراء الطيران، وذلك من خلال تحليل البيانات والتنبؤ بالمخاطر، وتحسين أنظمة الملاحة والتدريب، ومساعدة الطيارين في اتخاذ القرارات الصحيحة. ومع استمرار تطور هذه التكنولوجيا، يُمكن توقع المزيد من التطبيقات المبتكرة التي تُساهم في جعل الطيران أكثر أمانًا.
