آخر أخبارمجتمع

الزليج المغربي يشعل الجدل مجددا بين المغرب والجزائر بعد شعار “كان 2025”

عاد الجدل الثقافي بين المغرب والجزائر إلى الواجهة مجددا وهذه المرة بسبب شعار كأس الأمم الإفريقية 2025، الذي استلهم تصميمه من فن الزليج المغربي الأصيل. الإعلان عن الشعار من طرف الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “CAF” أثار ردود فعل متباينة، حيث اعتبره المغاربة تكريما لتراثهم العريق بينما قوبل بمعارضة من بعض الأوساط الإعلامية الجزائرية التي شككت في أصله المغربي.

ليست المرة الأولى التي تشتعل فيها مواجهة ثقافية بين البلدين، فقد سبق أن أثارت القفطان المغربي، واللباس التقليدي، وأطباق الطهي التراثية خلافات مشابهة على مواقع التواصل الاجتماعي ومع ذلك، فإن الزليج المغربي يتمتع باعتراف دولي واسع حيث صنفته الإيسيسكو ضمن التراث اللامادي للمملكة المغربية نظرا لتاريخه العريق الذي يمتد لقرون.

وفي سياق متصل أكد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم في بيان رسمي أن الشعار الجديد مستوحى من التراث المغربي، مشيدا بالزليج باعتباره “لوحة فسيفسائية خالدة” تجسد الدقة والجمال. لكن رغم هذا التوضيح، استمرت بعض وسائل الإعلام الجزائرية ومدونون جزائريون في حملات تشكيك، متجاهلين الشهادات التاريخية والمصادر الأكاديمية التي تؤكد أن الزليج المغربي يعود إلى العصر الموحدي القرن الثاني عشر.

لم تقتصر ردود الفعل على المواطنين المغاربة، بل انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حملات دعم واسعة لفن الزليج المغربي، حيث نشر ناشطون مقاطع فيديو وتصريحات لمسؤولين فيCAF تؤكد مغربية الشعار كما تفاعل العديد من الخبراء والفنانين المغاربة مع القضية بينهم الإعلامي والباحث في الشأن الثقافي أحمد الدافري، الذي أشار إلى أهمية الحفاظ على التراث المغربي والتصدي لمحاولات طمسه أو تزييف تاريخه.

وفي هذا الصدد قال الدافري في تدوينة مطولة عبر صفحته بالفايسبوك “عندما قلت في حواري المصور مع الصحافي مصطفى لختاصير بأن هناك وثائق وحفريات تثبت أن صناعة الزليج هي حرفة مغربية صرفة لها جذور في التاريخ، لم أكن أمزح ايها الذباب الذي تكًجكًجت عليَ بتعليقاتك.

هذه الوثيقة هي من الجريدة الفرنسية “كوموديا COMOEDIA”، المتخصصة في الثقافة والفنون، والتي صدر العدد الأول منها يوم 1 أكتوبر 1907.

نجد في الصفحة 3 من عددها الصادر  يوم الأحد 2 فبراير 1930، حول الفنون الجميلة Les beaux arts، خبرا بعنوان : علم الآثار في المغرب Archéologie au Maroc، وهي فترة كان فيها المغرب تحت الحماية الفرنسية.

في هذا الخبر نقرأ ما يلي :

 “السيد جول بوزيلي Jules Bozély، رئيس مصلحة الفنون الجميلة والتحف في المغرب، أعطى بلاغا لمعهد الدراسات العليا في الرباط، حول الحفريات التي قام بها في شالة، والتي أدت إلى تحديث معلمة أثرية يعود تاريخها إلى القرن 14 الميلادي، وهي مبنى فخم مزين بأعمدة من رخام كرارا (Carrare مدينة إيطالية)، وبلبنات من الزليج (Zelliges).

السيد بوزيلي، بمساعدة الأميرة رياظ باي “المقصود الأميرة خديجة رياظ باي” ابنة عم ملك مصر، قضى ثمانين يوما في إخراج المعلمة الأثرية من الأرض.

ومن المحتمل أن يكون المبنى هو “رباط” حيث كان يأتي “الطلبة” للصلاة، والترحم على أرواح الملوك الراحلين، وهذا الرأي تؤكده كتابات ابن الخطيب، وهو وزير ملك غرناطة، وشاعر ومؤرخ، رافق ملك غرناطة محمد الخامس إلى المغرب طلبا للمساعدة ضد المسيحيين”.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock