
أكد الدكتور الطيب حمضي، الباحث في النظم الصحية، أن الصيام ليس مجرد ممارسة دينية، بل هو جزء من طبيعة الإنسان حيث يمتلك الجسم قدرة فطرية على التكيف مع فترات نقص الغذاء، على عكس الإفراط في الأكل الذي يعجز عن تدبيره، مما يؤدي إلى ظهور أمراض مزمنة وخطيرة. فالجسم عندما يحرم من الطعام لفترة معينة، يقوم تلقائيا بتفعيل آليات بيولوجية تضمن استمرارية وظائف الأعضاء والحفاظ على الطاقة، وهو ما يفسر قدرة الإنسان على البقاء لفترات طويلة دون طعام، كما يحدث في حالات الإضراب عن الطعام، في حين أن الاستهلاك المفرط للطعام يثقل كاهل الأعضاء ويؤدي إلى اختلالات صحية خطيرة.
وأوضح حمضي، أن الصيام ليس مجرد انقطاع عن الأكل والشرب، بل هو وسيلة فعالة للوقاية من العديد من الأمراض، كما أثبتت الدراسات دوره في تقليل مخاطر أمراض التمثيل الغذائي والالتهابات وتعزيز مناعة الجسم. فبعد مرور نحو ثماني ساعات من تناول آخر وجبة، يكون الجسم قد استنفد الطاقة التي تمتصها الأمعاء من الطعام، ويبدأ في استخدام مخزون الجلوكوز المخزن في الكبد والعضلات كمصدر للطاقة وعند نفاد هذا المخزون، يلجأ الجسم إلى حرق الدهون المخزنة للحصول على الطاقة، وهي عملية تعود بفوائد صحية كبيرة، حيث تساعد على خفض الوزن، وتقليل نسبة الكوليسترول الضار وتنظيم مستويات السكر في الدم، مما يحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ويرى المختص في النظم الصحية، أن الصيام يعتبر آلية طبيعية للتخلص من السموم، حيث أن أعضاء الجسم، وخاصة الكبد والكلى والقولون والجلد تعمل خلال النصف الثاني من شهر رمضان على تصفية الجسم من المواد الضارة المتراكمة، مما يمنحه فرصة للتجدد وإعادة التوازن. كما أن هذه الفترة تعزز عمليات الترميم الذاتي حيث يتفرغ الجسم لإصلاح الخلايا التالفة، وتجديد الأنسجة وتعزيز قوة الجهاز المناعي.
إلى جانب فوائده الصحية، للصيام تأثير إيجابي على الصحة العقلية، حيث يحفز إفراز هرمونات السعادة، مما يساعد على تحسين المزاج وتقليل مستويات التوتر والقلق والاكتئاب، كما أنه يساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتحسين جودة النوم. وبالإضافة إلى ذلك يؤدي الصيام إلى تحسين وظائف الجهاز الهضمي، حيث يمنحه فترة راحة من العمل المستمر، مما يساعد على تقليل مشاكل الهضم والانتفاخات والاضطرابات المعوية.
وينصح الطيب حمضي بضرورة المحافظة على ترطيب الجسم خلال ساعات الإفطار إذ إن تقليل استهلاك السوائل أثناء النهار قد يؤدي إلى الجفاف، لذلك ينصح بتناول كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور للحفاظ على توازن السوائل في الجسم وتعزيز وظائفه الحيوية.