
تعد جرثومة المعدة من أكثر أنواع العدوى البكتيرية انتشارا حول العالم، حيث تسبب التهابات مزمنة في المعدة وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل القرحة الهضمية ومشكلات الهضم. في هذا الحوار، نسلط الضوء على أفضل طرق تشخيصها، الأعراض التي تستدعي زيارة الطبيب، المضاعفات المحتملة، من خلال الدكتور محمد أشرقي أخصائي في امراض الجهاز الهضمي والعلاج بالمنظار
ما هي أفضل الطريقة لتشخيص جرثومة المعدة؟
تتعدد طرق تشخيص جرثومة المعدة بين الفحوصات المباشرة وغير المباشرة، إلا أن الأدق والأكثر فاعلية هي الطرق المباشرة، وعلى رأسها التنظير الهضمي يتيح هذا الإجراء للطبيب فحص المعدة بدقة، وتقييم حالتها للكشف عن الالتهابات أو ارتخاء فم المعدة، أو غيرها من المشكلات. كما يمكن من خلاله أخذ خزعة نسيجية لتحليلها مخبريا، مما يوفر معلومات شاملة، بما في ذلك وجود الجرثومة وكميتها في المعدة.
أما الفحوصات غير المباشرة فتشملاختبار التنفس ، الذي يكشف عن نشاط الجرثومة داخل المعدة. وأيضا تحليل البراز الذي يستخدم لرصد وجود الجرثومة عبر المستضدات البكتيرية.
وتعد هذه الطرق الثلاث معتمدة طبيا ويتم الاعتماد عليها لتأكيد الإصابة بالجرثومة من عدمها.
ما الأعراض التي تستدعي زيارة الطبيب بشكل عاجل؟
في بعض الحالات، قد تتفاقم أعراض جرثومة المعدة إلى مستوى يتطلب تدخلاً طبيًا فوريًا. أبرز هذه الأعراض تشمل:
ألم شديد في الجزء العلوي من البطن، تحديدا من منطقة فوق السرة حتى أسفل القفص الصدري. وألم يزداد عند الجوع وهو مؤشر شائع على وجود قرحة المعدة. وألم بعد تناول الطعام، خاصة إذا كان هناك التهاب في جدار المعدة.
-الارتجاع المريئي وسوء الهضم، رغم أنهما لا يشكلان حالة طارئة، إلا أنهما من الأسباب التي تستدعي استشارة الطبيب لتقييم الوضع الصحي.
هل يمكن أن تسبب جرثومة المعدة مضاعفات خطيرة على المدى الطويل؟
في حال عدم علاجها، قد تؤدي جرثومة المعدة إلى مضاعفات خطيرة، أبرزها الالتهابات المزمنة في المعدة، والتي قد تسبب قرحة مزمنة وأيضا نقص امتصاص بعض الفيتامينات، ما يؤدي إلى اضطرابات صحية مثل فقر الدم. يمكن ان تؤدي المضاعفات أيضا ىسرطان المعدي، رغم أنه نادر، إلا أن هناك سلالات من الجرثومة تعرف بأنها مرتبطة بأنواع معينة من السرطان مثل سرطان الغدد Adenocarcinoma وسرطان الجهاز الليمفاوي في المعدة Lymphoma. ومع ذلك، فإن هذه الحالات قليلة الحدوث، ومعظم المصابين بجرثومة المعدة لا يتطور لديهم سرطان.
كيف يمكن تجنب الإصابة بجرثومة المعدة؟ وهل تنتقل العدوى بين أفراد العائلة؟
للوقاية من العدوى، ينصح بالالتزام بعادات النظافة الشخصية، وأهمها:
– غسل اليدين جيدا بالماء والصابون قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام.
– تجنب مشاركة الأدوات الشخصية مثل الملاعق والأكواب.
– الحرص على تناول الطعام في أماكن نظيفة والابتعاد عن الأطعمة غير المطهية جيدًا.
أما بخصوص انتقال العدوى، فجرثومة المعدة يمكن أن تنتقل بين أفراد العائلة عبر اللعاب، مما يفسر انتشارها الواسع في بعض المجتمعات. في المغرب تقدر نسبة الإصابة بها بحوالي 70 بالمائة ، ويعزى ذلك جزئيا إلى العادات الغذائية ومشاركة الأدوات الشخصية بين الأفراد.
هل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بجرثومة المعدة؟
لا توجد دراسات حاسمة تؤكد أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة من البالغين، لكن بعض الحالات المشخصة تشير إلى إمكانية انتقال العدوى إليهم، خاصة عند مشاركة الأواني مع شخص مصاب. ولهذا، ينصح باتباع قواعد النظافة الصارمة للحد من احتمالات انتقال الجرثومة بين الأطفال وأفراد الأسرة.