لم يعد الجدل حول المحتوى الموجه للأطفال على المنصات الرقمية مجرد نقاش ثقافي، بل تحول إلى معركة مفتوحة بين قيم الأسر التقليدية وخيارات المنصات العالمية. فقد أشعل مسلسل الرسوم المتحركة “الطريق المسدود” “Dead End: Paranormal Park”، موجة غضب عارمة بعد اكتشاف أنه يتضمن مشاهد وشخصيات تُروّج للمثلية والتحول الجنسي ضمن حبكة مصنفة على أنها “عائلية”.
المسلسل الذي أنتجته شركة “Blink Industries” البريطانية لصالح نتفليكس سنة 2022، مستوحى من الرواية المصورة “DeadEndia” للكاتب البريطاني “هاميش ستيل” ، الذي سبق أن صرح علنا بأنه مثلي الجنس ويستمد إلهامه من تجربته الشخصية في بناء شخصيات أعماله.
وتدور القصة حول مراهقين يعملان في متنزه ترفيهي مسكون بالأشباح، لكن خلف المغامرات والقصص الخيالية، تظهر مشاهد تبرز بوضوح شخصيات مثلية ومتحولة جنسيا. أحد الأطفال يعبر عن مشاعره تجاه صديقه في حوار صريح وفتاتان في علاقة عاطفية، ما جعل العديد من الأسر ترى أن المسلسل يحمل مضامين لا تناسب الفئات الناشئة.
ورغم أن نتفليكس صنفته ضمن خانة “الرسوم العائلية”، إلا أن المشاهدين على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا أن المنصة تتعمد تمرير رسائل أيديولوجية عبر محتوى موجه للأطفال. وسرعان ما انتشرت دعوات إلى مقاطعتها تحت وسم “Cancel Netflix” الذي تصدر المنصات في عدد من الدول مع تحذيرات من رواد الإنترنت للأسر بضرورة مراقبة ما يشاهده أبناؤهم.
وفي خضم هذا الجدل، دخل الملياردير الأميركي إيلون ماسك على الخط، مغردا عبر منصة “إكس” قائلا “Cancel Netflix for the health of your kids” “ألغوا اشتراككم في نتفليكس حفاظًا على صحة أطفالكم”
ووجه ماسك انتقادات حادة للشركة، معتبرا أنها تستخدم المحتوى الموجه للصغار كأداة لترويج أفكار المثلية والتحول الجنسي، داعيا الآباء إلى مقاطعتها كخطوة حماية للأجيال المقبلة. وأثارت تغريداته تفاعلا واسعا، إذ أيد عدد كبير من المستخدمين رأيه، بينما اعتبر آخرون أن موقفه مبالغ فيه ويقيّد حرية الإبداع.
من جهتها، تلتزم شركة الإنتاج Blink Industries بنهج واضح في دعم ما تصفه بـ”المبدعين المتنوعين”، وهو ما جعلها تتعرض مرارا لانتقادات بسبب إدراجها مواضيع مرتبطة بمجتمع الميم في عدد من إنتاجاتها.
