مع اقتراب الانتخابات التشريعية لسنة 2026، برزت إلى الواجهة مبادرة جديدة تحمل بصمة نسائية سياسية بامتياز، تمثلت في انبثاق التنسيقية النسائية الحزبية، التي تضم فاعلات من مختلف الأحزاب، أغلبية ومعارضة، للدفاع عن حضور المرأة في مواقع القرار.
في هذا الحوار، تتحدث فتيحة أشتاتو، واحدة من الوجوه المشاركة في هذه المبادرة، عن خلفيات تأسيس التنسيقية وأهدافها وتحديات المشاركة النسائية في الحياة السياسية.
بداية، كيف جاءت فكرة التنسيقية النسائية الحزبية؟
انطلقت الفكرة من وعي جماعي لدى نساء الأحزاب بضرورة توحيد الجهود للدفاع عن قضية أساسية، وهي تمثيلية النساء في مراكز القرار. عدد من التنظيمات النسائية داخل الأحزاب، سواء من الأغلبية أو المعارضة، التقت حول هذا الهدف، وعقدنا لقاءات تواصلية وترافعية مع الأمناء العامين للأحزاب السياسية للمطالبة بتوسيع المشاركة النسائية وضمان ولوج النساء إلى مواقع المسؤولية.
ما هي المطالب الأساسية التي ترفعها التنسيقية في هذه المرحلة؟
نطالب قبل كل شيء بتفعيل روح دستور 2011، الذي نص في فصله 19 على المساواة والمناصفة. كما نذكر بأن المغرب صادق على اتفاقيات دولية تلزمه بتعزيز حضور النساء في الحياة العامة. من غير المقبول أن تمر 14 سنة على صدور الدستور ونحن ما زلنا نناقش كيف نصل إلى “الثلث”، في حين أن المفروض اليوم أن ننتقل إلى تحقيق المناصفة الكاملة.
تحدثتم عن السياق الوطني.. ما الذي يجعل هذه المبادرة ملحة الآن؟
إن الواقع المغربي اليوم لا يسمح بإقصاء النساء. نحن أكثر من نصف المجتمع، والنساء يثبتن يوما بعد يوم كفاءتهن في كل المجالات، من التعليم إلى التدبير المحلي. تظهر الإحصائيات أن الفتيات يتفوقن على الذكور في نسب النجاح بالمدارس والجامعات. ثم إن المغرب مقبل على مشاريع كبرى وتحديات وطنية تتطلب تعبئة كل الطاقات، ولا يمكن تصور تنمية حقيقية بدون إشراك النساء.
ما هي الخطوات العملية التي تعتزم التنسيقية القيام بها مستقبلا؟
نعمل على إعداد خطة ترافعية متكاملة تشمل لقاءات مع مختلف الفاعلين السياسيين والمؤسساتيين. كما نولي أهمية خاصة لمواكبة الشابات المتفوقات حديثات التخرج، وتشجيعهن على الانخراط في العمل الحزبي والسياسي، لضمان استمرارية النخب النسائية المؤهلة.
ومن بين النقاط التي تم الاتفاق عليها داخل التنسيقية، توفير الدعم المالي المباشر، قبليا وبعديا، للمرشحات، حتى يتمكن من خوض غمار المنافسة السياسية بشروط متكافئة.
في كلمة أخيرة، ما الرسالة التي تودون توجيهها من خلال هذه المبادرة؟
رسالتي بسيطة وواضحة: لا يمكن بناء مغرب متوازن دون مشاركة فعلية للنساء. لقد أثبتت المرأة المغربية كفاءتها في كل الميادين، وحان الوقت لأن تنعكس هذه الكفاءة في مواقع القرار. المناصفة ليست مطلبا نسائيا فقط، بل رهان وطني على العدالة والنجاعة والتنمية.

