عقب تتويج أمين بلمزوقية، رئيس الاتحاد الدولي للذكاء الاصطناعي وسفير الحلول للقارة الإفريقية، خلال النسخة الثالثة من “أسبوع إفريقيا للحلول” المنظم في باريس، حيث حاز وسام الاستحقاق وميدالية الشرف الذهبية وجائزة لجنة التحكيم الاستثنائية لأحسن الحلول الإفريقية، أجرينا هذا الحوار الذي يستعرض دلالات هذا التتويج وتسليط الضوء على الابتكارات التي قدمها في مجالات الصحة والتعليم والسلامة الطرقية.
تهانينا بهذا الإنجاز الكبير، ما الذي يعنيه لك تتويجك في “أسبوع إفريقيا للحلول”؟
يمثل هذا التتويج بالنسبة لي اعترافا بجهد جماعي ومسار طويل من العمل المتواصل في خدمة الابتكار بإفريقيا.
فتكريمي في حدث قاري بهذا الحجم، و أحصل على وسام الاستحقاق، ميدالية الشرف الذهبية، وجائزة لجنة التحكيم الاستثنائية لأحسن الحلول الإفريقية، هو شرف ومسؤولية في الوقت نفسه.فهو دليل على أن العمل الميداني المبني على الرؤية والالتزام يمكن أن يثمر، وأن إفريقيا تمتلك من الكفاءات ما يؤهلها لتكون مصدرا للحلول لا متلقيا لها فقط.
كيف أثر دعم فريقك والشركاء في هذا الإنجاز؟
بكل صدق، هذا التتويج لم يكن ليتحقق لولا الدعم والمساندة التي تلقيتها من فريقي ومن شركائنا في الاتحاد الدولي للذكاء الاصطناعي.أنا أؤمن أن النجاح في ميدان الابتكار ليس فرديا، بل ثمرة عمل جماعي منسق، يقوم على الثقة والتكامل بين الأفكار والخبرات.لقد عملنا سويا بروح الفريق من أجل تطوير حلول واقعية ومبتكرة، وكان التكريم تتويجا لهذه الروح الجماعية التي أعتبرها أهم من أي جائزة.
ما أبرز الحلول المبتكرة التي قدمتها والتي ساهمت في حصولك على هذه الجوائز؟
من بين الحلول التي قدمتها، هناك مجموعة من الابتكارات التي توظف الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسان بشكل مباشر، من أبرزها:
• جهاز استقبال ومساعد طبي ذكي يسهم في تسهيل الفرز الأولي للمرضى وتحسين الخدمات الطبية.
• نظام لقياس مستوى التوتر النفسي باستخدام الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأطباء في المتابعة الوقائية.
• منصات تعليمية ذكية تتيح تعلما مخصصا وفعالا خصوصا في المناطق النائية.
• حلول للسلامة الطرقية وتخفيف الازدحام المروري عبر تحليل البيانات في الزمن الحقيقي.
هذه المشاريع كانت نابعة من احتياجات واقعية في القارة، وهو ما جعل اللجنة العلمية تعتبرها من الحلول الإفريقية المبتكرة ذات الأثر الملموس.
كيف ترى دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز التنمية المستدامة في المغرب وإفريقيا؟
أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم أداة استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات: الصحة، الزراعة، التعليم، والإدارة.
في المغرب مثلا، لدينا مخطط المغرب الرقمي 2030 الذي يهدف إلى جعل المملكة مركزا إقليميا للذكاء الاصطناعي، لكن وتيرة التنزيل لا تزال تحتاج إلى تسريع وتنسيق أكبر بين الفاعلين.
وتمتلك إفريقيا بدورها طاقات بشرية هائلة وشبابا مبدعا قادرا على قيادة التغيير. إذا تم الاستثمار في التعليم، البنية التحتية الرقمية، والبحث العلمي، فسنرى الذكاء الاصطناعي يحدث قفزة نوعية في مسار التنمية بالقارة، ويحولها إلى قطب عالمي للابتكار المسؤول.
ما هي مشاريعك القادمة كسفير للحلول في القارة الإفريقية؟
ستركز المرحلة القادمة على تفعيل مبادرات تعاون إفريقية مشتركة في مجالات الذكاء الاصطناعي التطبيقي، خصوصا في التعليم، الصحة، والزراعة الذكية.و نعمل حاليا على تأسيس مراكز بحث إفريقية متخصصة في الذكاء الاصطناعي المسؤول، إلى جانب إطلاق برامج لتكوين الشباب وتأهيلهم في مجالات الثورة الرقمية.
كسفير للحلول، أعتبر نفسي صوتا يدعو إلى الانتقال من مرحلة الوعود إلى مرحلة الإنجاز، لأن إفريقيا لا تحتاج إلى خطابات جديدة بل إلى حلول عملية تحدث الأثر.
ما النصيحة التي توجهها للشباب الأفارقة الطامحين في مجال الابتكار والتحول الرقمي؟
رسالتي للشباب الإفريقي بسيطة وعميقة: لا تنتظروا من أحد أن يصنع مستقبلكم؛ اصنعوه بأنفسكم. تملك القارة الإفريقية العقول والذكاء والإرادة، وما تحتاجه فقط هو الإيمان بالقدرة والعمل بروح جماعية. لا يأتي الابتكار من الموارد، بل من الإصرار والرؤية.
أنصح الشباب أن يستثمروا في تعلم المهارات الرقمية، في بناء مشاريع صغيرة بأفكار كبيرة، وأن يجعلوا من التكنولوجيا وسيلة لخدمة الإنسان والبيئة. فالقارة السمراء تنتظر أبناءها المبدعين لتصنع معهم غدا أفضل

