اعتبر الحسن كنون، رئيس المرصد الدولي للدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية في تصريح خص به رسالة 24، أن المغرب يعيش اليوم لحظة تاريخية فاصلة عقب القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن بشأن قضية الصحراء المغربية، واصفا إياه بـ”خطاب الانتصار”، باعتباره ثمرة خمسين سنة من النضال الدبلوماسي والسياسي دفاعًا عن الوحدة الترابية للمملكة.
قرار أممي حاسم
وأكد كنون أن القرار الأممي شكل اعترافا صريحا بتفوق المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007، باعتبارها الحل الوحيد والواقعي والعملي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأوضح أن هذا التثمين حظي بدعم القوى العظمى، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة، إلى جانب اعتراف ضمني من روسيا والصين عبر اتفاقيات الصيد البحري التي تشمل الأقاليم الجنوبية للمملكة، إضافة إلى دعم إسبانيا والدول العربية والإفريقية ودول الكاريبي.
خطاب ملكي برسائل قوية
وأشار رئيس المرصد الدولي للدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية إلى أن الخطاب الملكي الأخير وجه رسالة إنسانية وسياسية واضحة، دعا من خلالها جلالة الملك محمد السادس المحتجزين بمخيمات تندوف إلى اغتنام هذه اللحظة التاريخية للعودة إلى وطنهم الأم، والاستفادة من مسار التنمية الشاملة والعيش الكريم والأمن والاستقرار الذي تنعم به المملكة.
كما اعتبر كنون أن دعوة جلالة الملك للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لفتح صفحة جديدة من الحوار تؤكد الحكمة المغربية والنهج المسؤول للمؤسسة الملكية، بعيدا عن أي تعال، وبهدف خدمة المصالح المشتركة وبناء مستقبل موحد لشعوب المنطقة.
أفق مغاربي مشترك وتنمية جماعية
وشدد المتحدث على أن المغرب يسعى لتعزيز التعاون بين دول المنطقة بما يخدم الأمن الغذائي والطاقي والدوائي والروحي لشعوب المغرب الكبير، مستثمرا قدرات النساء والرجال والشباب ومؤهلات المنطقة الطبيعية لتحقيق تنمية متكاملة واستقرار شامل.
مسيرة خضراء ثانية
واختتم كنون تصريحه بالتأكيد أن المغرب يعيش اليوم “مسيرة خضراء ثانية” عنوانها التمسك بالثوابت الوطنية والانتصار الدبلوماسي، مستحضرا روح التحدي الوطني قائلا: “لو كان الإنسان والزمان ضدي، فأنا مغربي أهوى التحدي.”
