آخر أخبارمجتمع

باحثة في علم النفس الإجتماعي لـ”رسالة 24″ برنامج المواعدة يتعارض مع القيم الأساسية للمغاربة

أثار برنامج “للمواعدة واختيار الشريك” على  موقع “اليوتيوب” سخطا عارما لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رفضوا رفضا تاما مثل هذه البرامج التي تتنافى مع القيم والمبادئ الأخلاقية التي تربى عليها المجتمع المغربي، حيث طالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي بضرورة دخل الأمن لوقف مثل هذه البرامج التي تحرض على الفساد الأخلاقي.

وفي هذا الصدد طرحنا على الأستاذة بشرى المرابطي، أخصائية نفسية وباحثة في علم النفس الإجتماعي، السؤال التالي: “لماذا المجتمع المغربي لا يقبل مثل هذه الثقافات الشاذة؟”.

فأجابت الباحثة في علم النفس الإجتماعي، قائلة: “إن مناعة المجتمع تظهر عندما تمس القيم الأساسية في حياة الإنسان المغربي، ومن خلال اطلاعي على البرنامج اتضح لي أنه يتعارض مع عمق القيم الإنسانية عامة، ومنه قيم المغاربة، وأقصد هنا قيمة الاختيار الواعي، وهو جوهر الإنسان ككائن عاقل، وحل  محله اختيار الحيوان الذي صنف عبر التاريخ بدرجة أقل من الإنسان، مشيرة على أن هذا الأمر يسيء للرجل كما يسيء للمرأة”.

وتفسر المرابطي، هذه الإساءة بالنسبة للرجل،  بأنها تحوله من خلال هذا البرنامج إلى بضاعة، فالكلب يعمل على إبراز مدى جودته من خلال حاسة الشم، كما يفعل تماما في الجمارك مثلا، لأن وجه الرجال غير مكشوف، ويصبح الرجل آنذاك مسلوب الإرادة ويقبل باختيار الحيوان ” الكلب”.

فيما يسيء من جهة أخرى للمرأة، لأنها جعلت من نفسها مسلوبة الإرادة ولا تملك معايير الاختيار، فقد أصبح الكلب يملك القدرة على توجيهها في الاختيار.

وأوضحت المتحدثة، أن الفيديو الذي تم نشره يتعارض أيضا مع القيم الأساسية للمغاربة، فما أطلق عليه “الاختيار” كان  موضوع  مواعدة لنهاية الأسبوع، وليس علاقة جادة يطبعها الالتزام في أفق الزواج، وتؤكد الباحثة في علم النفس الإجتماعي، أن هذا النوع من البرامج يعكس مستوى التقليد الذي طبع برامج الديجيتال، كما هو الحال في الواقع إلى تقليد لا معنى له  وتجريد الإنسان من إنسانيته وسيادة الحيوان.

وترى بشرى المرابطي، أن هذه البرامج تؤثر بالدرجة الأولى على الأطفال والمراهقين وعلى الشباب في المراحل العمرية الأولى من مرحلة الشباب، وهذا ما نبهنا له في العديد من المقابلات، فبرامج الديجيتال ومستوى نسبة المشاهدة سواء على اليوتيوب أو “تيك توك ” أو على غيرها من التطبيقات تهدد مستقبل الجيل الصاعد، وتهدد الناشئة كأطفال  مراهقين،  لأنهم كناشئة مستوى التقليد عالي جدا لديهم.

 ولهذا تدعو بشرى المرابطي، النواب البرلمانيين إلى صياغة مقترح قانون من شأنه أن يحد من هذه الظاهرة،  ويرشد لنا المحتويات على مستوى التطبيقات، مؤكدة أن متابعة المراهقين والشباب لمثل هذه البرامج عالية جدا على مستوى التطبيقات التي تروج للكثير من التفاهة وأيضا تروج للجنس الجماعي والظاهرة التسول، فالكثير يلجأ إلى هذه البرامج لجلب الأموال، وبالتالي البرامج ذات المحتوى الجيد ضعيفة وقليلة جدا.

وأخيرا تؤكد الأخصائية في علم النفس الإجتماعي،  أن هذا الأمر يساءل السياسات العمومية من أجل وضع خطة عريضة لحماية الناشئة من مثل هذه البرامج، لأن مضامينها سيكون لها تأثير على تمتلاتهم وعلى نظرتهم لذواتهم وللمجتمع والحياة، ويكون لها تأثير على قيمة العلم  والمعرفة وعلى مجموعة من القيم.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock