مجتمع

طنجة.. جدل حول قرار محكمة الاستئناف باعتقال ستيني برأه ADN

رسالة24 – رشيد عبود

خلف قرار قاضي الغرفة الجنحية لدى محكمة الاستئناف بطنجة، الثلاثاء الماضي، 6 يونيو الجاري، بإلغاء قرار قاضي التحقيق القاضي بعدم المتابعة، واعتقال ستيني من أجل هتك عرض قاصر، استغرابا كبيرا لدى الأوساط القانونية والقضائية، والجهات المهتمة، خصوصا بعدما أظهرت تحاليل الحمض النووي  ADN  براءته من التهمة المنسوبة إليه، مما قد يفتح الباب على مصراعيه للاجتهاد في مثل هذه القضايا (الاغتصاب، إثبات النسب، جرائم القتل..)، التي غالبا ما يكون تحليل الحمض النووي حاسما في توجيه صك الاتهام، أو البراءة منها، بسبب دقة ومصداقية هذه التحاليل العلمية. فمنذ ظهورها في ثمانينات القرن الماضي، والقضاء بمختلف بقاع المعمور، يتلقى نتائج هذه التحاليل بالترحاب والثقة البالغين، باعتبارها التقنية التي تستطيع التمييز بين الأفراد بطريقة دامغة لا تصل إليها مختلف تحاليل الأدلة الجنائية الأخرى.

 

النيابة العامة تحيل القضية على قضاء التحقيق

بناء على مطالبة الوكيل العام لجلالة الملك لدى محكمة الاستئناف بطنجة، شهر يناير الماضي، بإجراء تحقيق ضد المسمى (ح.ب)، المزداد سنة 1959، بمدينة الناظور، متزوج، وأب لثلاثة أبناء، الساكن بحي البساتين، بطنجة، من أجل الاشتباه في ارتكابه جريمة هتك عرض قاصر، فتحت غرفة التحقيق الأولى لذات المحكمة، تحقيقا تمهيديا وتفصيليا مع المعني بالأمر، ملف عدد 02/2017، اعتمادا على محضر الضابطة القضائية المنجز من طرف شرطة طنجة رقم 3455 ش.ق، بتاريخ 20 دجنبر الماضي، وذلك بناء على شكاية أم الضحية المقدمة إلى المصالح الأمنية المختصة بتاريخ 16 دجنبر الماضي، والتي تتهم فيها صاحب الحضانة التي يدرس فيها طفلها (ي.ق)، بهتك عرضه داخل الحضانة، معززة شكايتها بشواهد طبية لم تؤكد أو تنفي تعرض الطفل لاعتداء جنسي، حيث جاء في الشهادة الطبية الأولى المسلمة من مستشفى محمد الخامس ما مفاده باللغة الفرنسية IMFLAMATION PELIANAL AVEC SIG NES MYCOSIQUES PAS BLESSURE NI BEANCE ANALE  فيما جاء في الشهادة الطبية الثانية المسلمة من طرف طبيب مختص بمصحة السلام، كون الطفل أصيب بتعفن بسبب الفطريات، مع تواجد آثار احمرار نتيجة الاحتكاك على مستوى الدبر، وكدا وجود سائل لزج لونه أبيض.

 

الخبرة المضادة تستبعد فرضية الاعتداء الجنسي

بعد تأكيد والدة الضحية على أن ابنها (ي.ق)، قد تعرض لهتك العرض من طرف المشتكى به، وبعد إصرار المتهم على براءته من التهم الموجهة إليه جملة وتفصيلا، وحيث أن النيابة العامة لذات المحكمة، أمرت بإجراء خبرة طبية مضادة على الضحية، عينت للقيام بها الدكتور “دحان نور الادين”، الاختصاصي في طب الاطفال، فأنجز تقريرا طبيا مفصلا تحت عدد 05/2016 ن.د، بتاريخ 30 دجنبر الماضي، خلص فيه إلى أنه ومن خلال التشخيص الجسدي والتحاليل التكميلية، لم يتم التوصل إلى أي معلومة تفيد تعرض الطفل لعنف جنسي أو بأداة خارجية، وكل المؤشرات تسير في اتجاه تعرض الطفل لالتهاب تلقائي ذو طبيعة فطرية مرضية، كما أكد على ملاحظة هامة مفادها، أن ظهور الاحمرار على الشرج كما هو في حالة الطفل (ي.ق)،  يعطي الأم والأطباء الذين عاينوا الحالة في البداية، كل المشروعية في الشك في تعرضه لاعتداء جنسي، كاحتمال رئيسي في تلك الفترة المتقدمة من اكتشاف الحالة.

 

تحاليل ADN تنفي تورط المشتكى به في هتك العرض

مع تطور التحقيق في القضية، انتدبت الضابطة القضائية بتعليمات من النيابة العامة المختصة، عناصر مسرح الجريمة التابعة لمصلحة الشرطة التقنية والعلمية، لأخد عينات من السائل المتواجد على دبر الطفل (ي.ق)، إضافة إلى آثار سائل كان بسرواله، وكدا عينات من برازه الذي كان ممزوجا بسائل غريب، كما تم في ذات الوقت، رفع عينات من لعاب المشتكى به (ح.ب)، ولعاب شقيق الشاكية (ع.ح)، حيث تمت إحالة جميع العينات المأخوذة إلى مختبر الشرطة العلمية بالدار البيضاء، لإخضاعها لخبرة جينية دقيقة.

إلى ذلك، فقد أفادت الضابطة القضائية بتاريخ 19 ماي الماضي، مراسلة عدد 6376/ش/ق، أن نتيجة الخبرة المنجزة من قبل مختبر الشرطة العلمية أكدت بتواجد البيانات الشخصية للحمض النووي للطفل (ي.ق)، فقط دون غيرها على المواد الخاضعة للخبرة.

 

قاضي التحقيق يصرح بعدم المتابعة بناء على الدلائل العلمية

بناء على مستندات التحقيق، وبناء على إنكار المشتكى به التهمة الموجهة إليه خلال جميع مراحل التقاضي، سواء أمام الضابطة القضائية التي انجزت مسطرة المتابعة في حقه، أو أمام النيابة العامة، أو أمام قاضي التحقيق، وبناء على الشواهد الطبية المستدل بها من طرف الشاكية، وكدا تقرير الخبرة الطبية للدكتور دحان نور الدين الذي انتدبته المحكمة لإنجاز هذه الخبرة، بالإضافة إلى نتيجة المختبر العلمي للشرطة العلمية، كل ذلك عزز إنكار المتهم، وينفي تواجد حالة الاعتداء الجنسي، الأمر الذي يتعين معه التصريح بعدم المتابعة، وحفظ الملف بكتابة الضبط للمحكمة، لإعادة التحقيق، عند ظهور أدلة جديدة في الموضوع، حسب تقرير قضاء التحقيق دائما.

 

الضغوطات الخارجية أثرت على مجرى القضية

في اتصالهم ب “رسالة24” أكدت مصادر مقربة من عائلة المتهم، أن الضغوطات الخارجية التي مورست، من خلال الوقفات الاحتجاجية التي نظمت قبل، وخلال المحاكمة، أثرت على الملف ، وساهمت بشكل كبير في تغيير مجرى القضية، رغم الدلائل العلمية والطبية، والمنطقية التي تبرئ ساحة الأب المعتقل من التهمة الموجهة إليه، مؤكدة في ذات الوقت ثقتها في نزاهة القضاء، الذي لهم فيه كامل الثقة، في كشف الحقيقة، وإحقاق الحق ونصرة المظلوم، يضيف نفس المصدر.

 

اظهر المزيد

‫2 تعليقات

  1. إذا كان الطفل ذو السنتين نفسه يروي تفاصيل ما مورس عليه مرارا وتكرارا و ينتقي الشخص نفسه كل مرة من وسط عدة وجوه تعرض عليه و قد سبق و حكى للشرطة بالتفصيل أين مورس عليه الاعتداء داخل الحضانة. …..أليس هذا كافيا من أين سيأتي طفل بهذه المخيلة بل و يعيد سردها في كل مرة بنفس التفاصيل……ستيني يجب أن يعاقب على جرمه فهو من لم يحترم لا شيبته ولا دينه ولا براءة الطفل. ……من يدري كم من طفل و طفلة سبق و اعتدى عليهم و سلم من فعلته…..كفاكم تحيزا

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock